المسرح.. المعالج الأول للمشاكل السياسية، فهو منصة تتناول تلك المشكلات وتناقشها، تثور ضدها، وتسخر منها، وتلتقف هموم الناس وتحاكيها، والأهم من ذلك، فإن المسرح يعمل دون قيد أو شرط، فهو واضح صريح، يعلو صداه... لهذا نجد أن البلدان التي لا تمتلك مساحة الحر
المسرح.. المعالج الأول للمشاكل السياسية، فهو منصة تتناول تلك المشكلات وتناقشها، تثور ضدها، وتسخر منها، وتلتقف هموم الناس وتحاكيها، والأهم من ذلك، فإن المسرح يعمل دون قيد أو شرط، فهو واضح صريح، يعلو صداه... لهذا نجد أن البلدان التي لا تمتلك مساحة الحرية تفتقر للمسارح.
وقد تكون هذه البلاد مكبّلة بألف حاكم ظالم، وميليشيا، من شأنهم أن يضعوا على افواهنا أكماماً، ويربطوا ايدينا بسلاسل وقيود، إلا أن فينا من الشخوص، من هم قادرون على كسر تلك القيود، ولدينا اصوات اعتلت وتجاوزت وتفوقت على أكمام الدكتاتوريات، والقتل ونزيف الدماء.
تجارب مسرحية كثيرة، منها ما يعالج قضايا المضطهدين، وأخرى تستخدم لعلاج الحالة النفسية أو شخصيات، أشخاص معينين، وبعضها مسؤول عن المشكلات السياسية، وهذا بالضبط ما قدمته لنا «مجموعة السياسات الثقافية في العراق»، بجهود الفنان والسينوغراف والمخرج العراقي جبار جودي، من خلال عرضه المسرحي "في منزل الوزير النزيه" حيث سلط الضوء على مشكلة سياسية، حاول السخرية منها أو معالجتها بأسلوبه ورؤاه الإخراجية.
ويذكر جبار جودي "لقد أخذت منا هذه المسرحية مجهوداً كبيراً، من حيث الوقت، والتنظيم، والأداء، أضف الى هذا، معاناتنا للحصول على الديكور المطلوب والاضاءة المطلوبة، وخصوصاً، في مساحة ضيّقة متوفرة لنا في منتدى المسرح التجريبي، بالطبع نحن شاكرون لإدارة المنتدى لتعاونها معنا بشكل كبير".
ويشير جودي لتجربته في هذه المسرحية " الفنان العراقي اليوم يصمّم كل شيء في المسرح بيديه، فالديكور والسينوغرافيا، إضافة الى العناية بتوزيع الادوار، والتدريبات المستمرة ليلا ونهاراً، حتى أن الفنانين المشاركين، ساعدوني كثيراً في تصميم ازيائهم، ببساطة الفنان العراقي يقدم من لا شيء الكثير، لأننا نفتقر لمقومات كثيرة إلا اننا نعطي أكثر بكثير مما يتوفر لنا".
بدورها عبّرت بطلة العمل الفنانة آلاء نجم، عن سعادتها بمشاركة جودي عمله هذا، ووقوفها بجوار اسماء كبيرة وقالت "بعد تجارب سينمائية كثيرة خضتها، وبعض التجارب المسرحية، أقف اليوم بدور البطولة بجوار اسماء مهمة في المسرح العراقي، وألعب دور امرأة تعكس تماماً الواقع العراقي النسوي ومعاناته." مؤكدة "أن ما يجدر الاشارة إليه، أن المخرج جبار جودي، مسك خيطاً مهماً وغير مسبوق لمناقشة القضية سياسياً، فبين السخرية، والجد ولدت مسرحية مهمة، من شأنها أن تضاف للسلسلة تأريخ المسرح العراقي برمته".
من جهته ذكر الفنان مازن محمد مصطفى، أن "العرض جاء احتجاجياً، وكأنه ثورة تتفجر بوجه الواقع الذي نعيشه اليوم، والذي عشناه أمس، ونعيشه مع كل دقيقة".وأشار مصطفى "بعد المعاناة الكبيرة التي واجهتنا والتي لاتزال تواجهنا، استطعنا تحقيق هذا العمل بحرفية عالية، وقدمنا عرضاً مميزاً وجيداً، ووفقنا بذلك بعد الكثير من المعوقات".بدوره ذكر الفنان اياد الطائي " أن دوره في المسرحية كان قريباً لروحه، وهو يعكس الجانب الطاغي، والاستبدادي من الموضوعة المطروحة في العمل".