بحضور رئيس إقليم كردستان السيد مسعود بارزاني ورئيس مؤسسة المدى فخري كريم، وجمع من السفراء والقناصلة والسياسيين والمثقّفين ومسؤولي دور النشر المشاركة، افتتح معرض أربيل الدولي للكتاب بدورته الثانية عشرة، بمشاركة 310 دور نشر من 18 دولة قدمت 700 ألف عنوا

بحضور رئيس إقليم كردستان السيد مسعود بارزاني ورئيس مؤسسة المدى فخري كريم، وجمع من السفراء والقناصلة والسياسيين والمثقّفين ومسؤولي دور النشر المشاركة، افتتح معرض أربيل الدولي للكتاب بدورته الثانية عشرة، بمشاركة 310 دور نشر من 18 دولة قدمت 700 ألف عنوان... ابتداء حفل الافتتاح بعزف النشيد الوطني العراقي تلاه نشيد إقليم كردستان، بعده قدمت المطربة اللبنانية حسنة مطر، حيّت بها قوات البيشمركة، بعدها ألقى محافظ أربيل نوزاد هادي كلمة رحّب بها بالحضور الكريم شاكراً مؤسسة المدى، على حسن تنظيم المعرض وتواصلها بهذا التنظيم، رغم كل الظروف التي يمر بها الإقليم والعراق، مشدداً على ضرورة أن تنظم المعرض الذي بات فسحة واسعة للمثقف والقارئ الكردستاني للتواصل مع العالم عبر الكتاب، مما يعطي فرصة ثمينة للقرّاء والمؤسسات العلمية ودور النشر في إقليم كردستان والعراق يجب استثمارها على أتمِّ وجه بغية رفد المجتمع بكل ما يسهم في تطوير واقعه.
بعد أن نقل تحيات رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، بيّن وزير الثقافة والسياحة والآثار في الحكومة الاتحادية، فرياد رواندزي، أهمية معرض أربيل الدولي للكتاب وإقامته في مثل هكذا تحديات كبيرة تواجه الإقليم والعراق. مشيراً: الى الأزمة الاقتصادية بوجه الخصوص. مستدركاً: لكن كل ذلك، لم يمنع مؤسسة المدى، من إقامة المعرض ومواجهة تلك التحديات بالكتاب والعلم.
ونوّه رواندزي: الى أن معرض الكتاب في أربيل، بات تقليداً ممتعاً تنتظره دور النشر والمثقفون وعشّاق الكتاب بشغف، لتلتقي فيه ثقافات شعوب المنطقة وإبداعاتها ولتزيح جانباً، كل الخلافات السياسية، لتبقى الكلمة ويبقى الكتاب والإبداع كل ما يصنع انسانيتنا وحضارتنا المعاصرة، وأملنا بمستقبل أفضل وتحمي أجيالنا من ظلام التطرّف. مضيفاً: أن الثقافة في الوقت الحاضر، هي نتاج لتقنيات تتطور يومياً ولرأسمال مثقّف وشجاع ينشران الإبداع في شتّى تجلياته، ومنها الكتاب الذي يعيش لكونه عملاً مجتمعياً واسعاً ينقل الجهد الفردي الى كل الناس. ولكونه في متناول الجميع، لابد من تعاون موسّع تشترك فيه الحكومات ورؤوس الأموال والتجار والجهات الإعلامية، حتّى لا يبقى الكتاب حبيس أدراج المؤلف أو مخازن المطابع والناشرين .
واسترسل وزير الثقافة في الحكومة الاتحادية: أن تطوير صناعة الكتب يجب أن لاتعتمد على الجهود الحكومية التقليدية دائماً، لأن الكتب في هذه الحالة ستخضع لاشتراطات الحكومة والمزاج السياسي، بينما يمنح استقلالها، مزيداً من الحرية والحماية القانوينة. مردفاً: لذلك يجب أن تتظافر الجهود لإخراج تشريعات تدعم صناعة وتوزيع الكتب وتدفع المستثمرين للاشتراك في هذا الحفل الذي سيكون مربحاً للجميع فيما لو اعتمد على عقول ناضجة في التسويق. مؤكداً: أن التنافس في صناعة الكتب هو تنافس في نشر الأفكار لذلك، فإننا اليوم نعيش في تسابق مع صانعي التطرف والإرهاب لإشاعة ما نؤمن به من حداثة وتعايش وتنوع، وهو ما يضمن في المحافظة على منجزات قواتنا الأمنية التي تطارد داعش في آخر أوكاره. مشيداً، بتضحيات القوات الأمنية والعسكرية وقوات البيشمركة في محاربة الإرهاب.
وزير الثقافة والشباب في حكومة اقليم كردستان خالد الدوسكي: بيّن أن معرض أربيل غدت له مكانة كبيرة في الأوساط الثقافية والأدبية والذي يمنح للكتّاب والمؤلفين الكرد، فرصة للتواصل مع المؤسسات المعرفية والإصدارات الجديدة. معتبراً الكتاب مقياساً لتطوير أيّة أمة، حيث أن الوعي الثقافي والاجتماعي، يقاس بكمية الكتب المطبوعة وعدد القرّاء في هذا المجتمع أو ذاك. كما يعد أداة للتواصل ووسيلة حوار بين الثقافات المختلفة. مؤكداً: على اهمية هذا الحدث في المشهد الثقافي الكردستاني. مردفاً: أن هذا المعرض الذي لحسن تنظيمه، اعتمد دولياً من قبل اتحاد الناشرين العرب.  
وأضاف وزير الثقافة والشباب: أن وزارة الثقافة  والشباب في الإقليم، ترى مهمتها الأساسية في هذا الوقت تكمن في محاربة التطرف وثقافة العنف، فالحرب مع الأفكار المتطرفة، يجب ان تدار بوسائل عديدة، منها الآليات الفكرية والمعرفية والثقافية، وحتماً للكتاب والثقافة والفن والإعلام دور مهم في هذا المجال. مردفاً: لذا نعمل من أجل خلق اجواء تتيح للمواطن القراءة والمطالعة والحصول على المعلومة، كون الفكر المتطرف ينمو في اجواء الجهل والتخلف. مؤكداً: أن على دور النشر مهمة كبيرة، ألا وهي الاهتمام بطبع الكتب التي تدعو الى التسامح والحوار وقبول الآخر .
كلمة اتحاد الناشرين العرب ألقاها بالنيابة عن رئيس الاتحاد سمير الجندي، الذي بيّن فيها، يتشرف اتحاد الناشرين العرب بالتواجد في الدورة الثانية عشرة من معرض أربيل الدولي للكتاب، الذي يقام على أديم مدينة عريقة تعاقبت عليها العديد من الحضارات، مما اسهمت في تكوين الأحداث المهمة عبر العصور، لتكون مركزاً ثقافياً وحضارياً مؤثراً في الحضارة الانسانية. مشيداً: بإدارة معرض اربيل للكتاب والقائمين على تطويره كل عام والتزامها بتعليمات اتحاد الناشرين العرب ومديري المعارض العربية، مما يسهم في دعم التواصل وتأكيد الثقة بين الطرفين، ما يخدم صناعة النشر والثقافة العربية .
وأضاف الجندي: لكي نستطيع قياس نهضة الأمة الذي يجب أن نعرف مقياس قراءتها، ولاشك أن التطور الحاصل في المجتمع الغربي، هو خير دليل على حرص المواطن على القراءة وحرص المجتمع قبل الحكومات على الاهتمام بهذا المجال. متابعاً: أن معارض الكتاب الدورية، هي الصورة المشرفة والمنارة التي تنقل وتصوّر التواصل الحضاري بين الشعوب. مؤكداً: على معرض أربيل في بناء جسر للثقافة بين الناشرين و المثقفين والأدباء والقرّاء وتذلل الصعاب التي تواجه صناعة الكتاب العربي، وعرضه لمنافسة الإبداع والفكر والتنوير بين الأمم وإتاحة المعروض لكل زائر للمعرض .
واستطرد الجندي: كل التقدير لما شاهدنا من تطور كبير في المعرض، في شتّى المجالات، في هذه الدورة، مما يدّل على إصرار العاملين في المعرض على تقديمه بالصورة التي يليق بها، وتيسير مشاركة الناشرين العرب والأجانب وتلاقي الحضارات مع بعضها. مشدداً: نحن في اتحاد الناشرين العرب، نحرص على التواصل مع جميع المعارض المقامة في الوطن العربي، ومنها معرض أربيل الدولي للكتاب، دعماً للفكر وثقافة الحوار والتواصل، آملين بمزيد من النجاح في الأعوام المقبلة، كما نأمل مشاركة أوسع في هذا المحفل الكبير. شاكراً كل الجهود المبذولة في إتمام وتنظيم المعرض.
بعده قصَّ رئيس إقليم كردستان، شريط الافتتاح معلناً انطلاق فعاليات هذا الكرنفال الثقافي، الذي سيستمرعشرة أيام، تتخللها جملةٌ من الفعاليات والأنشطة الثقافية وحفلات توقيع
الكتب ..