في كلّ يوم وأنا أتوجّه لكتابة العمود الثامن أتذكّر حكاية طه حسين، حين قرّر أن يُترجِم إلى العربية كتاب أندريه جيــد"الباب الضيّق"فبعث برسالة يستأذنه فيها، فما كان من أديب فرنسا إلّا أن يكتب هذه الكلمات التي لخَّص فيها حالنا نحن الكُتـّاب "أخشى أنّ الأبواب والنوافذ لا فائدة منها في بلدانكم.. فلماذا تعـذِّب نفسَك في حفر الجدار بمِعولٍ من الكلمات؟"
تذكرتُ هذه العبارة، وأنا أستمع لحديث نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي الذي يؤكد فيه أنّ العراق قادر على إيقاف مشروع الولايات المُتحدة الأمريكية الهادف لنقل سفارتها إلى القدس. في الوقت الذي يواصل فيه " المجاهد عامر الكفيشي تدعيم نظريته التي تستبدل الدواعش بالمدنيين، فالرجل بعد أنْ اكتشف أنّ الشيوعيين ومعهم دعاة الدولة المدنية هم الذين سرقوا موازنات الدولة، وسلّطوا فلاح السوداني على تحويل أموال الحصة التموينية إلى جيبه الخاص، وساعدوا صلاح عبد الرزاق على لفلفة أموال محافظة بغداد، وأن المخدّرات التي انتشرت في مدن الجنوب يوزّعها الحزب الشيوعي مع صحيفة طريق الشعب، وبينما تحاصرنا وجوه الساسة من كل مكان يخرجون إلينا بوجوه كالحة وبأرواح فارغة من ذرّة حَبٍّ واحدة لهذا الوطن. يخرج علينا اليوم قادة في حزب الدعوة يرفعون شعار "القدس لنا"
كان يقال إنه لا يمكن لمرشح مثل ترامب أن يصل إلى النهائيات، فهو مجرد ظاهرة مسلّية تنتهي عند مرحلة ما. إلاّ أنّ خبرة النائب موفق الربيعي وقراءته المستقبلية للأوضاع كانت تؤكد أنّ ترامب سيكون نصير العراقيين وبشَّرنا آنذاك بأنّ الرئيس الاميركي الجديد سيمسح السعودية وقطر وتركيا من الوجود، وأنّ كلّ شيء سيصبح تماماً في ظلّ العمّ ترامب.
عاش العالم العربي في ظلّ الاستعمار الذي ترك لنا أكبر مأساة، عندما تآمر لاستبدال إسرائيل بفلسطين. غير أنه ترك لنا أيضاً حكومات فاشلة كانت ذريعتها الوحيدة لاضطهاد الشعوب هي قضية فلسطين التي شرّدتها إسرائيل، وشرّدناهم نحن من مخيّم إلى مخيّم. وعشنا نحن في السنوات الأخيرة في ظلّ عقليّات ترفض الآخر وتصرّ على اضطهاده.
لا أحد يتقدّم على مظفر النواب في درس الوطنية وهو يكتب :
من باع فلسطين وأثرى بالله
سوى قائمة الشحّاذين على عتبات الحكّام
ومائدة الدول الكبرى؟
من باع فلسطين سوى الثوّار الكتبة؟
اليوم بعض الذين يدافعون عن القدس أكثرهم من الثوّار الكذبة.
الكفيشي على أبواب القدس
[post-views]
نشر في: 6 ديسمبر, 2017: 05:23 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 2
بغداد
استاذ علي حسين الأوضاع الراهنة في العراق يجب ان تؤخذ بعين الأعتبار ويجب على جميع المواطنين ان يعلموا ان هؤلاء الخونة الساقطين من وزراء ونواب ورؤساء المقبورين في الخضراء حرامية اموال المواطنين العراقيين والأستحواذ على ثرواته بالوكالة اذا ما ضحكوا على الشعب
أم رشا
تحية طيبه استاذ علي ..صدقت نبوءة أبي رحمه الله عندما قال ان سيأتي يوم على العراق يحكمه الرعاع وهاهم الرعاع يصولون ويجولون ويصرحون ويفتون وينظرون ويحللون ويحرمون وأخيرا يريدون يحررون القدس وهم نفسهم اللذين امعنوا في قتل الفلسطينيين وتهجيرهم بحجة الارهاب ..