اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رسالة إلى "الحزبي" حيدر العبادي

رسالة إلى "الحزبي" حيدر العبادي

نشر في: 20 نوفمبر, 2017: 05:05 م

هل يتغلّب الحزبي في شخص حيدر العبادي على رجل الدولة؟ أسارع إلى القول إنّ السؤال يطرح هذه الأيام باستمرار من قبل من يرى أنّ العبادي استطاع في فترة قصيرة أن يعيد ترميم بعض ما"خرّبه"زملاء له في حزب الدعوة، ويتمنّى الكثيرون أن لايعيش العبادي في جلباب حزبه، مع الاعتذار لذكرى الراحل نور الشريف ومسلسله الشهير"لن أعيش في جلباب أبي"، سيقول البعض الآخر وما الغريب في الامر؟ أليس معظم رؤساء الدول الأوروبية ينتمون الى أحزاب وينفذون سياسة أحزابهم؟ قد يكون الامر صحيحاً لو أنّ هذه الاحزاب الاوروبية تتعامل مع الدولة بمنطق المقاولات.
قبل أكثر من عام عاشت بريطانيا أزمة سياسية بسبب استفتاء الخروج من الاتحاد الاوروبي، وبدلاً من اتهام الشعب بأنه المتسبب بهذه الازمة، تحملت رئيس الوزراء آنذاك دافيد كاميرون المسؤولية كاملة حيث قدّم استقالته من الحكومة والحزب. وقرِّر التخلي عن مقعده في مجلس العموم،لأن تواجده يمكن أن يتسبّب في ارتباك تيريزا ماي خليفته في المنصب.
ماذا فعلنا نحن في زمن الأزمات؟ نحن نقتقر إلى رؤية سياسية تبني جسورها إلى المستقبل، لا تعود بنا إلى عصر الاستعراضات الخطابية التي يدّعي أصحابها أنْ"ليس في الإمكان أحسن مما كان"، فيما الفساد ينخر جسد مؤسسات الدولة! هل تصدقون أن اللجنة التي شكلت لمراجعة ملفات الفساد في العراق وجدت أنّ هناك 60 ألف مشروع وهمي تمت لفلفة أموالها من قبل رجال الاحزاب.
نشرت الاحزاب الدينية بين الناس جوّاً خلاصته، أنّ هذه الاحزاب تسعى للخير وليس للسلطة. وبسبب ذلك توقع كثيرون أنّ وصول هذه الاحزاب إلى كرسي المسؤولية سيحمل الرفاهية والمودة بين الناس، لكننا شاهدنا كيف أنّ قادة هذه الاحزاب ائتمنوا مقرّبيهم وأحبابهم على مقدّرات البلاد.
عندما يصبح الحزبي رجل سلطة عليه أن يدرك أنه أصبح لكلّ الناس وليس لأعضاء حزبه فقط.عليه أن ينسى وهو يجلس على كرسي المسؤولية كلّ تعاليم الحزب وطقوسه. لم يعد يمثّل حزباً بل هو ممثل لدولة نفوسها ثلاثين مليون مواطن، وليس من أولوياته التفكير بإنجازات الحزب، وإنما بمستقبل البلاد.. هذا ما يتمناه المواطن العراقي من حيدر العبادي في مرحلة ما بعد الحرب على داعش.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram