اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ما هو شعور عمار الحكيم الآن؟

العمود الثامن: ما هو شعور عمار الحكيم الآن؟

نشر في: 3 مارس, 2018: 08:07 م

الأقسى من الطريقة المخجلة التي تم فيها إذلال مواطن عراقي، لأنه قال إن السياسيين سرقوا خيرات البلد،، أننا من جديد نتجرع الحقيقة التي لايريد أحد أن يعترف بها، وهي إن المواطن العراقي بلا ثمن، ومن ثم فلا تسألوا عن كرامة له، مثما لاتسألوا مَن سرق أموال العراق خلال الخمس عشرة سنة الماضية؟، لأن السيد عمار الحكيم قالها وبحدة:" هذا كلام غير صحيح
كنت أتوهم أن أذلال مواطن عراقي وقهره وإجباره على التوسل والخنوع كفيل بتحريك قليل من مشاعر الغضب والإحساس بالمهانة لدى الساسة العراقيين، غير أن كل ما اهتمّت به " سعادتهم " هو البحث عن كلمات بلا معنى حول الشفافية والدولة المدنية، وكأن مقتضيات هذه الدولة التي ينادون بها، تعنى أن نغض الطرف عن سرقة أموال البلاد، وعن الخراب والفساد الذي يعشش في حياتنا.
الغريب إن حادث إذلال المواطن العراقي ترافق، مع حادث آخر حصل في فرنسا حيث شاهدنا مقطعاً مصوراً يُظهر مشادة كلامية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومزارع فرنسي، حيث يظهر الرئيس الفرنسي
في المقطع المصور وهو يتحدث بغضب مع أحد المزارعين، إلا أن الفلاح خاطب الرئيس قائلاً: "تكلم معي بأدب".
ماذا فعل ماكرون لم يبعث حمايته، ولا شيوخ باريس ليهددوا الفلاح ويجبروه على تقبيل الأيادي والبكاء بين يدي " سماحته "، وإنما حاول ماكرون أن يعتذر من الفلاح الغاضب؛ ويوضح له سياسة الدولة الزراعية والتجارية أمام كاميرات التلفزيون.
مع فديو الرئيس الفرنسي تذكّر أيها القارئ إن مئات المليارات سُرقت، ومئات الآلاف من البشر أزهقت أرواحهم، وملايين يعيشون في الخيام، ومدن تهدمت، وبلد في قائمة البلدان الأكثر فساداً وسرقةً للمال العام، ومع هذا يرفض ساستنا الأشاوس أن يراهم الناس في لحظة اعتراف بالفشل.. فكيف يمكن للسياسي " المؤمن" أن يتلقى تأنيباً من مواطن سُرق مستقبل أبناءه أومن أمّ فقدت أعز ما تملك، فما بالك إذا تجرأ المواطن وقرر أن يصرخ بوجه رئيس التحالف الوطني، حتماً سيظهر المواطن دامع العينين متوسلاً ذليلاً مرتجفاً، وهو يعترف بأنه أخطًأ في حق " الخطوط الحمر ".
إنظروا الى صورة الرئيس الفرنسي وهو يتلقى الشتيمة..وتمعنوا في صورة المواطن العراقي الذي مايزال يعتذر ويتوسل،حتى كتابة هذه السطور، واسألوا إين نحن بعد أعوام من الكلام عن الرفاهية والسيادة والمستقبل المشرق، والشفافية اللطيفة، واحترام المواطن؟.إنسوا.. لا مقارنات

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram