TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: "ثروة" وطنية

العمود الثامن: "ثروة" وطنية

نشر في: 5 مارس, 2018: 08:05 م

حيثما أجد موضوعاً عن رئيس الأوروغواي السابق، خوسيه موخيكا أقرأه. صحيح إننا لن نحظى في يوم من الأيام بمثل هذه الشخصيات، لكننا جميعاً نتذكر عبد الكريم قاسم الذي رفض أن يجلس في قصر رئاسي. فقط مشتمل بسيط في البتاوين. وعندما أراد تحقيق حلمه عن الدولة العادلة ضمّ إليه محمد حديد وناجي طالب وإبراهيم كبة ونزيهة الدليمي ومصطفى علي وهديب الحاج حمود وعبد اللطيف الشواف. اليوم نحن نبحث عن دعاة دولة الخراب ، فكان لابد أن نعيد تأهيل عباس البياتي وحنان الفتلاوي وجمال الكربولي ونضيف إليهم بهاء الاعرجي الذي اكتشف " مشكورا " إن "السياسيين الذين جاءوا عقب الاحتلال هم مَنْ صنع الطائفية بالمجتمع العراقي ".
خلال فترة حكمه التي استمرت أربع سنوات فقط سيطر موخيكا على المشهد السياسي والاجتماعي، ليس في قارة اميركا اللاتينية فحسب، وإنما في معظم بلدان العالم التي تحلم برئيس لا يمتلك إسطول سيارات وإنما فولكس واكن عتيقة، ويعيش في منزل صغير في الريف ويتبرع بمعظم راتبه للاعمال الخيرية، يعلق على لقب أفقر رئيس قائلاً: "لست أفقر الرؤساء، الأفقر هو من يحتاج الى الكثير ليبقى على قيد الحياة، إن أسلوب حياتي هو نتاج جراحي، أنا ابن تاريخي.. مرّت عليّ سنوات كنت لأسعد خلالها لوكان لدي فرشة أنام عليها ".. سيرة هذا العجوز الطيب إلى سنوات كان فيها اليسار الثوري بمثابة الملهم بالنسبة للشباب في كل بقاع الارض.
كلما كتبت عن تجارب الأمم وقصص الشعوب، أجد في اليوم التالي من يعاتبني، لأنني أترك هموم هذه البلاد، وأنباء معركة كسر العظم بين مشعان والمطلك، وآخر تغريدات زعيمة إرادة، ولأن مايجري في هذه البلاد العجيبة ليس من اختراعي، وتقلبات الساسة واهوائهم خارج همومي، ومع ذلك فان البعض يعتبر ما يجري حولنا مجرد وجهات نظر لا تعني هذا الشعب المطلوب منه دوماً أن يحافظ على حياة الساسة لأنها ثمينة ونادرة يحذرنا الوزير السابق والمستشار الحالي طورهان المفتي من التفريط بها وهو يبتسم " للمدني " أحمد الملا طلال إن: " استخدام المسؤول لموكبه لا يدخل ضمن استغلال المال العام من باب الحفاظ على حياته.. ليس من المعقول أن يستخدم " التكسي "
سوف أترك الكلام لموخيكا: " أن رئيس الجمهورية موظف يُنتخب لملء منصب معين، ليس ملكاً ولا هو إله ولاهو ساحر القبيلة.. انه موظف حكومي واعتقد إن أفضل طريقة للعيش هي أن يعيش المرء مثل أكثرية أبناء الشعب الذين نحاول أن نخدمهم ونمثلهم".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram