اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: المسيحيّون.. انتحروا!!

العمود الثامن: المسيحيّون.. انتحروا!!

نشر في: 10 مارس, 2018: 08:55 م

في العراق فقط، لا صوت يعلو على صوت السياسي المراوغ، منذ شهور والنائب السابق وخطيب حزب الدعوة عامر الكفيشي يُكفِّر المدنيين ويتّهم الشيوعيين والليبراليين بأنهم يسعون لنشر الإلحاد والإباحيّة، لكنه بالأمس قرّر أن "يلحس " خطاباته السابقة، ليتحدّث عن المؤامرة التي تتعرّض لها أحزاب السلطة، وكيف أنّ الإعلام " المندسّ " يريد النَّيل من القامات الكبيرة، وواحدة من هذه القامات بالتاكيد " قامة " الكفيشي التي دائما ما يشهرها بوجه كلّ من يطالب بدولة المؤسسات.
منذ أعوام يتنافس ساسة البلاد على الحديث عن مآثر المسيحيين، وعن التغنّي بخصالهم، وعن حقّ المواطنة.. ونجد السياسي العراقي ما إن يصحو من النوم حتى يبادر بكتابة بيان يستنكر فيه الجرائم التي يتعرض لها المسيحيون، لكنه يغسل يديه كلما صافح مواطناً مسيحياً، ونجده يتعوّذ ويستغفر كلما تحدثت نائبة إيزيديّة. ومنذ سنوات ومسيحيّو العراق، هُجّروا من بيوتهم بسبب خطاب يومي منفِّر، مخيف، مقزِّز، غاضب، وثأري وازدرائي وكاره لكلّ ما حوله، منذ سنوات والبلاد تُجرَّد من آخر مسيحييها عنوة، بأوامر من أمراء الطوائف تحت بصر وسمع الحكومة وقواتها الأمنية.. وحين يخرج مسؤول عراقي ليقول إنّ 70 بالمئة من أملاك المسيحيين تم الاستيلاء عليها من قبل أحزاب متنفذة، وإن هذه الجهات "المتنفذة" زوّرت الملفات والعقارات والسندات والطابو لتستولي على دور وبيوت المسيحيين وسط العاصمة بغداد، يخرج علينا مسؤول "مؤمن" آخر ليقول: اتقوا الله ياجماعة، هل نحن داعش حتى نسبي أملاك الغير؟ وعندما تصدر كتلة نيابيّة تمثّل المسيحيين في البرلمان بياناً صريحاً تقول فيه إنّ: " جماعات خارجة على القانون وأحزاباً، متّهمة، بالاستيلاء على منازل المسيحيين وخطفهم وتهديدهم في العاصمة بغداد، يخرج عليها من يقول بملء الفم ": لا يوجد أيّ تطهير عرقي للمسيحيين في العاصمة!
بالتأكيد ما يقوله السياسي العراقي هو عين الصواب، فحتماً لايوجد تطهيرعرقي للمسيحيين، ولنريح أنفسنا، المسيحي هو القاتل، وهو مواطن لايريد ان يفهم اننا دولة مؤمنة لامكان فيها، إلا لمن يدفع الجزية. فما الحل إذن؟ عصابة ليلية او رصاصة تزيل أقدم سكان هذه البلاد، وبعد أيام يغلق الملف بلا أدلة وضد مجهول.
وتباً للمدنيين الذين يصرخون من اجل حاية الأقليات، و لايدرون ان ارضاء عامر الكفيشي وظهوره كل جمعة أهم من موت مواطن مسيحي او صابئي قرر ان ينتحر بإرادته.
يبدأ المسؤول العراقي نهاره بالحديث عن محاسن الديمقراطية، ويُنهي ليله بكلام عن إشراقة العملية السياسية، ياسادة يجب أن يجرِّب العراقي عذاب الأقليّات. لاتكذبوا، لم يقُل الكفيشي إنّ المدنيين ينشرون الإلحاد والإباحيّة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram