عمار ساطع
بين الزوراء والقوة الجوية، نديّة وسباق.. وبينهما تكمن أسرار التشجيع.. فكلاهما يملك من القاعدة الجماهيرية الكثير من المؤازرين والأنصار!
وحينما نذكر هذين الناديين، فإننا نعني بالتحديد أنهما دائماً ما يشغلان الأخبار والأحداث والأرقام والإحصاءات، مثلما يكون لكليهما تغريد خاص خارج سرب النوارس والصقور، وهما اللقبان اللذان يشتهران به!
الزوراء، زعيم الأندية العراقية من حيث عدد مرات الفوز بدرع الدوري العراقي، مثلما يملك الرقم القياسي في نيل كأس العراق أيضاً، فيما يُعد القوة الجوية أعرق أندية البلاد وأقدمها تأسيساً وذلك يعني التأريخ والعمق والعمر!
حديثنا عن الزوراء والقوة الجوية يرتبط بالنجوم والمشاهير، بالأسماء الرنّانة والمكانة، بالسمعة الكروية والأسلوب والتكتيك والانفرادات التي أحدثها الطرفان ومدى تأثيرهما في خريطة كرة القدم العراقية منذ انطلاق الموسم الأول لدوري الكرة الأهلي في الموسم 1974/ 1975 والتي نالها القوة الجوية (الطيران سابقاً)، بينما يجبرنا السرد هنا على أن نصل الى ما حملته المواسم التي أتت فيما بعد، والتي وضعت الزوراء متألقاً في القمة ومحققاً للقب 13، بينما نالها الجوية 6 مرات فقط!
الزوراء والقوة الجوية، حكايات متعددة وقصص مختلفة، تقترب بينهما من حيث التصور الأمثل والأدق، من أجل أن يظهران كرمزين يبهران البلاد والمنطقة ككل، فأسم الزوراء يتردد على ألسن عشّاقه الذين يتواجدون بمختلف مدن العراق، مثلما تحاكي الأجيال لبعضها عن شرف التشجيع الذي يعنيه اسم القوة الجوية!
يوم أبيض وآخر أزرق، هو كل ما يتحدث عنه أهل الكرة العراقية، الزوراء بثوره الآشوري الذي يحمل لوحة التحدي والقوة الجوية بصقره الذي يتصدر شعاره النابض!
لا يرتبط ما ذكرته عن الزعيمين والقطبين المهمين في كرة القدم العراقية بما سأتكلم عنه لاحقاً، لكن الظروف شاءت أن أذكر فيما يحدث في خريطة الموسم الحالي، فالزوراء الذي يتزعم لائحة ترتيب الفرق برصيده الـ 51 نقطة من 22 مباراة، وهو الذي نجح في كسر رقم مهم بالابتعاد عن لغة الخسارة لـ 20 مباراة متتالية، قبل أن يتذوقها من الجوية في الجولة الثانية من مرحلة الإياب، كان قد أذاق الجوية الخسارة الأولى هذا الموسم في الجولة الثانية من مرحلة الذهاب!
وأمر التنافس والنديّة التي يحملها كلا الجانبين، انسحب الى قضية التقارب الذي سجلته نقاط المنافسين، فالجوية اليوم اضحى ثانياً واقترب من الزوراء كثيراً بعد أن كسر هو الآخر رقماً مهماً، كونه لم يخسر منذ 12 مباراة في الدوري وتحديداً منذ 20 كانون الثاني الماضي، وكانت تلك أمام نفط الجنوب البصري، فيما لم يخسر أي مباراة خاضها في البطولة الآسيوية، وهو ما يعني أن رقماً جديداً يسجله الفريق بقيادة مدرب راضي شنيشل، الذي انتشل الفريق من الغرق وجعله يتسلق القمه بهدوء بعدما استرد الفريق عافيته بنتائجه وادائه ووصل به الأمر للاقتراب من الزوراء الذي يتفاخر بفريقه الحالي الذي نجح بقيادة مدربه أيوب اوديشو في خوض موسم هو الأبرز له من حيث الانطلاقة والاستقرار بكل النواحي، بل إنه نجح في كسب مواجهاته بالشكل الذي خطط له!
هنيئاً للزوراء وللقوة الجوية لما يحتلاه من مركزين مهمين، تؤججها المحبة وتلهمها الغيرة الكروية.