علي حسين
كنت أنوي الكتابة عن زير النساء الإيطالي المرحوم كازانوفا ، بعد أن قرأتُ خبراً يقول إنّ مدينة فينيسيا أقامت أول متحف في العالم للعاشق والجاسوس والدبلوماسي والعالم والموسيقي والكاتب ، والذي أوحى إلى العديد من الأدباء والفنانين بشخصية العاشق الماجن الذي ما إن يذهب إلى فراشه في الليل ، حتى يبدأ بإحصاء النساء اللواتي سيسجِّل أسماءهنّ في يوميّاته ، إلا أنّ ظهور السيد نوري المالكي وهو " يبّشرنا " بحرب أهلية بعد الانتخابات مباشرة ، جعلني أترك كازانوفا لقومه في إيطاليا ، المنشغلون هذه الايام بعودة رئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني، الذي يريد العودة للمشهد السياسي ، وكنتُ مثلكم شاهدته وهو ينفِّذ حكماً قضائياً بالعمل في أحد دور رعاية المسنّين ، ومثما فوجئ شعب صوفيا لورين بإصرار بيرلسكوني على العودة ، فوجئنا نحن ايضا بأنّ السيد المالكي أخبرنا بصريح العبارة أنّ العبادي يعلم ان الاتفاق لتشكيل قائمة واحدة بعد الانتخابات بين دولة القانون والنصر موجود ، موجود ، موجود ياولدي مع الاعتذار لعبد الحليم حافظ . الحقيقة لا نعرف إن كنّا شعباً ضحك عليه ، أم لا ! لكن الأكيد أن هذا التهافت على الترشح للبرلمان لا علاقة له بالديمقراطية ، فالجميع يرفعون شعار" أنا ومن بعدي الطوفان " .
لماذا ندعو الناس إلى الانتخاب؟ هل من أجل أنّ المفاضلة بين عبد الحسين عبطان وعلي دواي ؟! ماذا حدث بعد خمسة عشر عاماً من ممارسة الديمقراطية في بلاد الرافدين ؟ حدث أنّ العشائر قررت أن تدعم أبناءها ، والأحزاب أن تجبر الناس على انتخاب أعضائها ، أعطنا صوتك، أو نأخذك إلى حرب أهلية !
لا أدري ألم تتعب أحزابنا " الموقّرة " من الشعارات والكلمات المتقاطعة مثل الإصلاح والتغيير ؟ أيها السادة اسمحوا لي أن أقترح عليكم اقتراحاً ساذجاً لا تعقيد فيه ولا شعارات ، لماذا لاتنسوا مصطلحات الشفافية والديمقراطية والاستحقاق الانتخابي ، نؤسِّس لدولة لامكان فيها لأحزاب طائفية ، ولا لساسة يخونون أحداً .
ياسادة القضية لاتحتاج إلى بيانات وشعارات ومزايدات فقط لو تتركون إدارة البلاد لأناس أكفاء يستطيعون أن يرسموا البسمة والثقة على وجوه الناس. وكل ذلك لا يحتاج الى بيان رقم واحد ولا إلى تهديد ووعيد . يحتاج فقط إلى صدق في مواجهة النفس وفي الاعتراف بالفشل وفي الاقتناع بأنه لا يمكن لهذه الوجوه أن تبني وطناً.