TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هلاوس ما بعد الانتخابات!

العمود الثامن: هلاوس ما بعد الانتخابات!

نشر في: 13 مايو, 2018: 08:50 م

 علي حسين

عندما أيقن رئيس وزراء ماليزيا نجيب عبد الرزاق خسارته في الإنتخابات ، لم يطلب إعادة فرز الاصوات ، ولا حذّر من حرب أهلية ، ولم يشتم الذين قاطعوا ويتهمهم بالعمالة للإمبريالية ، ولم يندب حظه مثل حنان الفتلاوي ويغرد على تويتر :" أنتم همج " ! فقط اكتفى الرجل بأن قال لأنصاره إنّ الأمر انتهى ، لكن هل الأمر انتهى حقاً ؟ لم تمضِ ثمان وأربعين ساعة على نتيجة الانتخابات حتى أصدر رئيس الوزراء الجديد أمراً يمنع نجيب عبد الرزاق من مغادرة البلاد ومعه زوجته وعدد من المسؤولين المتهمين بفضائح فساد .
نصحني بعض الزملاء أن لا أستعجل الكتابة عن الانتخابات العراقية ونتائجها ، وأن أتمهل قليلاً لربما تحصل مفاجأة عابرة للتوقعات ، فنجد أنّ حمد الموسوي حصل على أصوات بحجم الملايين التي صرفها لتبيض صورته من " ناهب " لأموال الناس ، إلى " نائب " يضحك على الناس .
تخبرنا قناة آفاق ومعها قناة الأنوار ، أن العلمانيين والشيوعيين سبب الخراب ، وهم الذين تسببوا في أن يخسر الشعب العراقي نائباً بحجم عالية نصيف .
كنا نعتقد أن لدى السادة قادة الكتل أُسلوباُ محترماً لمخاطبة هذا الشعب الذي تحمل الكثيرمن أجل أن يحافظ على استقرار هذا البلد ، وإذا كان البعض قد قرر أن يقاطع الانتخابات ، فعلينا أن نتفهم دوافعهم ، ولانشتمهم في الفضائيات ونتهمهم بالعمالة . يقول عامر الكفيشي في آخر ظهور له إن " كتب العلمانيين في شارع المتنبي تباع بأرخص الأثمان ،لأنها مدعومة من أمريكا والغرب ، وهذه الكتب سبب الخراب " !
أيها السادة بدلاً من أن تشتموا وتخونوا ، عليكم اولا القيام بمراجعة شاملة لما حصل من خراب في السنوات الماضية . أعطت ماليزيا درسا نادرا ، هل يمكن أن نتعلم منه ؟، مهاتير محمد يسلّم وزارة المالية الى ليم جوان إنج ، ستقولون وما الغريب في الامر ، الغريب والعجيب أن الوزير ينتمي الى طائفة البوذيين ، وهي أقلية في ماليزيا الدولة المسلمة .
تحولت الانتخابات في العراق من منافسة على خدمة الناس ورعاية مصالحهم الى صراع على البقاء. وبدل أن تقرر هذه الانتخابات اختيار النائب الأصلح ، أراد لها البعض أن تكون معركة طائفية ، لا علاقة لها بالديمقراطية ، التي لا تسمح لنائب مثل محمد الكربولي بتصنيف الوطنية إلى درجات ، يضع فيها عشيرته في المراتب الأولى!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram