عمار ساطع
نعم.. لا يمكن بعد الآن السكوت عما تواجهه كرة الطلبة من تردٍ كبير وتراجع يهددها بالانهيار، إن لم نقل إنها أنهارت فعلاً!
فالخسارات تتوالى، والهزائم اضحت ديدن الفريق الذي يئن بسبب الفقر الذي يواجهه من حيث المستوى والنتائج التي تتحقق لهذا النادي، الذي شكّل صرحاً يُخرج منه النجوم الأفذاذ، قبل أن يصبح محطة "استراحة" لبقية الفرق المتنافسة معه!
تخيلوا أن الطلبة، الفريق الكروي الشهير، وثاني أندية آسيا عام 1995، خسر سبعٍاً من مبارياته من أصل ثماني مواجهات فقد 21 نقطة بالتمام والكمال، وهو أمر يترك علامات استفهام حول مستقبل هذا الفريق في موسم الكرة الحالي!
الطلبة اليوم يعيش في موسمٍ استثنائي سلبي واضح، ودون أن يُحرك من هو قائم على هذا النادي أي ساكنٍ تجاه ما يحدث من تردٍ وتراجعٍ، بل إنه يترنح امام فرقٍ يسبقها بمراكز ورصيد من النقاط في سابقة لم تحدث لأيّ فرق العاصمة الجماهيرية!
وحينما اقول إن الطلبة فريق جماهيري بغدادي، فإنني أود أن أذكر أن الطلبة بات يخسر حتى في أرضه ويفقد النقطة تلو الأخرى دون أن يظهر المنقذ الذي يستطيع معالجة التدهور ويوصف الدواء الشافي لهكذا مرضٍ لعين لم يصب منافسيه الآخرين!
ما اخشاه على الطلبة هو أن الفريق اذا ما بقي على هذا الحال والمنوال، سيتنافس مع فرق تحتل مواقع نهاية الترتيب باتجاه دوري الدرجة الأولى، في حالة اقرب لأن تكون "كارثة" واقعية تلحق بنادٍ كان حتى وقت قريب يشكّل قوة حقيقية للكرة العراقية!
الطلبة اليوم يحتل المركز الـ 14 بـ 26 نقطة، من 25 مباراة، وهي أرقام تجعلنا نضرب الأخماس بالاسداس نتيجة عدم الاستقرار وغياب الهدف وضياع الآمال والانهيار النفسي وعدم وجود القائد الذي يمكنه أن ينقل الفريق من واقعٍ لواقعٍ آخر!
أيُ زمانٍ هذا.. الطلبة تهتز شباكه 43 مرة في 25 مواجهة، وهو ما يضيف الى "المصيبة" التي يعانيها، مصائب أكبر، في ظل ما سجّله الفريق من اهدافٍ وصلت الى 26 هدفاً شكّلت التسلل الأضعف الرابع من حيث فارق الأهداف المسجّلة من التي دخلت مرماه، إذ يأتي الطلبة خلف زاخو وكربلاء والديوانية!
الطلبة اليوم أمام رقم قياسي جديد من حيث عدد المدربين الذين قادوه حتى الآن هذا الموسم، إذ أن ستة مدربين أشرفوا عليه في مواجهاته السابقة، بدءاً من الروماني تيتا ثم عماد محمد لوحدة تدريبية واحدة، فعصام حمد ثم محمد كاظم لمباراة واحدة وعادل نعمة وأخيراً صادق سعدون!
رقمٌ مهول حقاً، يؤكد غياب التخطيط وانعدام الثقة وفقدان الطموح.. هذا الى جانب العوز المالي الكبير الذي أدى الى ما وصل إليه فريق الطلبة من سوء حال وتخبط في أوضاعه بكل الاتجاهات!
وأبقى أطرح التساؤل.. الى متى تبقى أحوال النادي بهكذا وضع؟ ومن هو المنقذ الذي ينتظره الطلبة ليستعيد أناقته بعد أن "تبهذل" بسبب غياب الإيثار وحضور الأنانية في قيادته إدارياً!