علي حسين
في يوم واحد ، وجّه الناخب العراقي إهانة لعدد من السياسيين حين امتنع عن منحهم بطاقة العودة إلى قبة البرلمان ، وقد أصابت هذه الإهانة البعض بمرض العصاب فأخذ يتمتم بكلمات غير مفهومة مثل سليم الجبوري الذي أخبرنا أن هناك مؤامرة تستهدفه ، والحمد لله تم كشف الكثير من خيوطها ، الزعيمة حنان الفتلاوي مسّتها الإهانة بمقتل، بعد أن دفعت أموالا لناخبين ، من أجل الاحتفاظ بكرسي البرلمان ، لكنهم ضحكوا عليها في اللحظة الاخيرة مما جعلها تبكي وتولول وتكتب بألم وحسرة :" الذين كذبوا علينا بدعمهم لإرادة فأضافوا لنا بدعمهم الكاذب تجربة " . عباس البياتي الذي عشنا معه فصولاً هزلية كثيرة ، اختتمها بفاصل كوميدي جديد كشف فيه أن البرلمان لم يكن مجلساً تشريعياً ، وإنما حصص من الزاد " الدسم " توزع بين الأعضاء ، فبعد خسارته قال البياتي بحسرة : إذا فاتك الزاد كول هني "
أما الإهانة الجارحة، والمفرطة في السذاجة ، باغتنا بها أمس الشيخ همام حمودي رئيس المجلس الأعلى ، برفع وتيرة الشتائم على القوى المدنية ، وأرجو أن يسمح وقت القارئ ليتابع خطب الشيخ حمودي التي يلقيها كل مساء بمناسبة شهر رمضان ، وسيكتشف من خلالها مدى الخراب الذي تسبب به ساسة ومسؤولون وقفوا حائلا دون السير في بناء دولة عصرية غير تابعة لعواصم الجوار ، في خطبته الأخيرة يقول السيد حمودي :" إن المطالبين بتغيير الوجوه السياسية نجحوا بإبعاد الإسلاميين عن الحكم ، وإن الانتخابات الأخيرة عكست واقع المجتمع حيث ركزوا لإفشال وإبعاد الإسلاميين من خلال الشعارات والتظاهرات .ومع الأسف نجحوا في ذلك ، وهم الفاسدون ، وهم الحراميّة ، وهم أسوأ الناس "
في كل مرة يجد المواطن نفسه على موعد مع أسوأ الخطابات التي تتهم الالمواطن بنكران الجميل ؟ ، وتُحلِّل هدر دم المتظاهرين لأنهم قالوا " باسم الدين باكونا الحرامية " .
متى سنعتبر الحرية حقاً موازياً للرفاهية ، وليست مِنّة من سياسي ، لانعرف حجم راتبه وأملاكه التي حصل عليها بعد عام 2003.
ياسيد همام لو كان هناك قضاء حقيقيّ ، لكان عندنا الكثير من الحقّ لمحاسبتك على اتهامك الشعب بأنه حرامي وفاسد . ولو كان لدينا شيء من الحرية لما وقفنا نستمع إلى تخاريف عباس البياتي عن الزاد الماعون ، فيما دول العالم تسير نحو التقدّم والازدهار.