اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: النواح على كرسي سليم الجبوري

العمود الثامن: النواح على كرسي سليم الجبوري

نشر في: 6 يونيو, 2018: 09:03 م

 علي حسين

قالوا في تشريع قانون مفوضيّة الانتخابات عام 2017، إنه لإنقاذ البلاد من الفوضى، لكنهم بعد شهور معدودات بدأوا يغذّون ماكينة الحرب على هذا القانون، لأنه ظَّل طريقه، فخسرت الحركة الوطنية العراقية عقولاً مهمة بحجم سليم الجبوري وهمام حمودي وآرام الشيخ محمد وعباس البياتي وحنان الفتلاوي ومشعان الجبوري وعواطف النعمة ومحمود الحسن ومحمد الكربولي وعشرات غيرهم، ولهذا لابد من أن ينقلبوا عليه من أجل حماية المكتسبات"الكبيرة"التي تحققت في السنوات الماضية.
ولعلنا جميعا نتذكر ما جرى في البرلمان خلال العام الماضي حول قانون الانتخابات، وكيف أنّ الجميع أصرّ على أن لا تخرج المفوضية عن قانون المحاصصة الطائفية، وحكاية اللجنة التي شكلت برئاسة"الفقيه الدستوري"عامر الخزاعي لاختيار أعضاء المفوضية، ليتحوّل الإصلاح الذي رفعت شعاره عالية نصيف وذرف إسكندر وتوت الدموع من أجله إلى حفلة رقص جديدة فوق أحلام وآمال العراقيين، يطلقون فيها النواب صيحة الغزاة العائدين"ها قد عدنا"، القوانين نفسها والانتخابات نفسها، ولهذا كان سليم الجبوري ومعه شلّة الخاسرين يريدون أن تبقى النتائج نفسها، وإلّا كيف سيعيش المواطن العراقي في ظلّ غياب همام حمودي الذي أقسم بأغلظ الأيمان إنّ ما تحقق خلال السنوات العشرالماضية من منجزات وعمران ورفاهيّة لم يتحقّق في العراق منذ عام 1921.
لا أحد يكره أن يتحقّق الحلم بعراق موحّد وقويّ وديمقراطيّ، ولا يوجد عاقل يرفض أن تأخذ مؤسسات الدولة دورها في بناء البلد، كلّ هذه غايات وطنيّة غير قابلة للمساوة، لكن اسمحوا لي أن أضع في هذا المكان أكثر من لكن. فنحن منذ سنوات ننشد الإصلاح، وشكّلنا لجاناً وأقمنا مؤتمرات تحوّلت جميعها إلى استعراضات دعائيّة مضحكة، واستثمارات رخيصة لهموم المواطن العراقيّ. فمنذ أن بدأت أزمة خسارة سليم الجبوري لكرسيّه في البرلمان، وعدم تمكّن ائتلاف دولة القانون من الحصول على الأغلبيّة غابت كلّ مشاكل العراق، لم نعد نسمع حديثاً عن الجيش التركي الذي يحتلّ مناطق داخل البلاد، وعن الفشل في معالجة أزمة الكهرباء، والجفاف الذي ينتظرنا، والديون التي تجاوزت المئة مليار دولار، ونسبة الفقر التي حققت أرقاماً قياسيّة، والمدن التي هُدّمت، فالجميع يريد أن يوهمنا، بأنّ العدّ اليدوي سوف يدقّ آخر مسمار في نعش الفساد. ويعيد لنا"واويّة"السياسة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram