TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: " لفلفة " الهيئات المستقلة

العمود الثامن: " لفلفة " الهيئات المستقلة

نشر في: 27 فبراير, 2019: 09:47 م

 علي حسين

تعلّمنا الصحافة كل يوم أن الحقائق ليست هي الضرورة الوحيدة دائماً، صحيح أن ذبح 50 إيزيدية حقيقة ، والفشل الذي يحاصرنا حقيقة دامغة ، ودعاة الخراب وهم يظهرون على الفضائيات بكامل ابتسامتهم حقائق ساطعة ، لكن معركة كسر العظم بين مشعان وصديقه السابق أحمد الجبوري نوع من أدب الخيال ، مثلها مثل عودة بهاء الأعرجي بأثواب جديدة ، أنا يا سادة أفضل وصف مشروع الهيئات المستقلة "بالخيال" مثلها مثل مجلس مكافحة الفساد ، روايات هزلية لعب فيها الخيال دورا كبيرا ، وفي كل مرة وأنا أقرأ عن عقد اجتماع وطني !! أتجه بنظري إلى رفوف الكتب لأبحث عن حكاية دون كيشوت وحصانه الهزيل ،لأسأل نفسي كم من التأويلات تتحمل حياتنا ونحن نسمع ونشاهد شخصيات تصف نفسها بالسياسية لاتريد أن تغادر مكاسبها ومناصبها ، وتنشغل بتأمين مقاعد الوزارات والهيئات المستقلة لأصحابها وأحبابها ، هؤلاء ونحن معهم متورطون حتى النخاع في خراب العراق وتمزيقه وتخلفه ، كلّنا مشاركون، كلّنا جزء مما يسمى مهزلة الاجتماع الوطني. كم من التأويلات يقبل دون كيشوت ، وكم من التأويلات تقبل مدينته "لامانتاشا" ساحة معاركه الخيالية، إن جرثومة البطولة الزائفة حين تناولها ثربانتس كفت عن كونها مجرد خيالات وأوهام، إنها تبلع العقل وقد تفتك به، مثلما فتكت بالفارس الهمام دون كيشوت، وحين يعم الوهم يزحف الخراب على المدن والبشر، ، حاول ثربانتس أن يعبث في الطرح ، فقد كانت الحقيقة مرة دائماً ، لأنّ الشرّ لا يريد لخطواته أن تغادر الأرض ، ، يحمل أسماء كثيرة ، ويتخذ صفات عدة ، لكن له غاية واحدة هي السخرية من طموح الناس البسطاء ، وتطلعهم الى الخير والمحبة ، وتصوير الداعين الى الألفة والتسامح على انهم مجانين ، يحاربون طواحين الهواء.
في نهاية ملحمة دون كيشوت ، يلعن فارس دي لامانتاشا الشهير بين العرب بـ " دون كيشوت " ، حكايات الفروسية التي صدَّقها، والعالم المثالي الذي حلم به ، لكنه مع كل ماجرى يريد أن يعيش حياة جديدة لا أكاذيب فيها ، فليكن لأصحاب الواقع والمناصب والباحثين عن لفلفة الهيئات المستقلة ، والساعين الى تحويل مؤسسات الدولة الى إقطاعيات خاصة ، عالمهم الخاص ، فدون كيشوت العراقي لا يستطيع الخروج من عالمه الذي أُجبر على العيش فيه ، حيث الفساد هو نفسه الذي يُفتّت البلاد، . الفساد الذي يصرّ أصحابه على أن يضعوا في مواقع السلطة آكلي ثروات البلاد وسراق احلام الناس .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram