علي حسين
الإقالة بدلاً من الاعتقال ، هكذا قررت الحكومة العراقية محاسبة محافظ الموصل نوفل العكوب صاحب الابتسامة الشهيرة التي أراد من خلالها منافسة المرحوم دافنشي ، والتفوق على ابتسامة الموناليزا الشهيرة .
ربما يكون القرار ترضية لأهالي أكثر من مئة شهيد ابتلعهم بحر الفشل والفساد الممتد من الماء إلى الأرض في بلاد الرافدين ، التي تفضل مجلس نوابها مشكوراً أمس بعقد جلسته الطارئة لقراءة مشروع قانون المدن الصناعية".. تخيلوا بلاد عمرها أكثر من مئة عام تستورد حتى " المسامير " ، ونعود لكارثة العبارة ونسأل هل نوفل العاكوب ، وحده هو فقط الجاني في هذه البلاد المليئة بالجناة ؟
جميل أن ينتصر البرلمان للصناعة العراقية ، رغم أن معظم أعضائه يتاجرون في السوق ، وجميل أيضا أن ينتصر لضحايا العبارة ، لكن مَن يقتص للعراقيين جميعاً من الذين صنعوا العاكوب والنصراوي وأبو مازن وعديلة حمود وأيهم السامرائي وعبعوب وغيرهم الذين شكلوا قائمة طويلة ممتدة عنوانها الفشل والخراب والفساد الناتج من الزواج الكاثوليكي بين السلطة والمال ؟
إقالة ، وربما يحصل بعدها على تقاعد " دسم "حاله حال الذين سرقوا المليارات ويتمتعون بها في بلاد الغرب ، أو ربما يعود العاكوب مثله مثل حمد الموسوي صاحب فضائح شركة الهدى ليصبح برلمانياً يمثل الشعب وينادي بإقامة دولة " مدنية " .
وإذا كانت أرواح ضحايا العبارة لم تهدأ منذ كارثة الخميس ، ولم يشفِ القضاء غليل أهاليهم ، فإن المواطن المغلوب على أمره مثل " جنابي " يحق له أن يسأل متى يطمئن ركاب عبارة الوطن على حياتهم ومستقبلهم، في وقت يصرّ فيه ساستنا الأشاوس على أن يمضوا بنا فى بحر هائج تتصارع فيه المصالح وحيتان الفساد ، فيما المواطن المسكين حائر تتخبط به الأمواج والخطب والشعارات ، بينما لا شاطئ هناك ولا ضوء بعيد تهتدي به وإليه، باستثناء خطب عن ملابس المرأة ، والإصرار على أننا طلاب آخرة ولسنا طلاب دنيا ، ولهذا لاداعي لإقامة مصانع ومعامل ما دامت هناك جارة بحاجة الى دولاراتنا !
اليوم ركاب عبارة الوطن رهائن بحر من الفشل والانتهازية والخراب ، في السياسة وفي الاقتصاد، والامن ، ، وهل هناك خراب أكثر من أن يشرح لنا النائب مثنى السامرائي ستراتيجية تطوير مؤسسات الدولة وهوالذي استحوذ لسنوات على مشاريع وزارة التربية والصناعة،لأنه صديق شخصي للسيد سليم الجبوري .
سيذهب ضحايا العبارة مثل ضحايا الكرادة وقبلهم سبايكر وجسر الأئمة وعشرات الكوارث من دون شعور بالأسى والغضب . لقد اعتدنا لون الدم ، وجبنّا .