علاء المفرجي
- 3 -
يواصل الفنان الرائد الحديث عن تجربته السينمائية، فيما يخص إسهامهم الفاعل في بواكير النقد السينمائي في العراق، وهو إذ يستعرض مساهماته في مجلة سينما، إنما يستذكر مجلة ربما لايحفظها الأرشيف.. يقول الفنان سامي:
في العدد (14) ينشر (فاروق صبري مراد) موضوعاً بعنوان (قصة الأوسكار) وأدرج فيه مفردات الجوائز من عام 1927 حتى عام 1935 ونُشِر في العدد 15 وفي هذا العدد نشر (كاميران) مقالة بعنوان (الاخراج السينمائي بين الحرفية والعلم وقال فيه "إن العلة تكمن في الجذر فمعظم المخرجين يفتقرون إلى النضوج السينمائي والمعرفة الفنية وهذا هو أصل المشكلة وحتى المتعلمين الاوائل منهم إنما هم ناقصو الأهلية في الإخراج لأنهم لم يتعلموا إلا القليل عن فن السينما.
إضافة إلى انهم لم يماشوا مقتضيات التطور السينمائي والتقدم الفكري خلال ربع القرن الأخير. وفي هذا العدد (15) أيضاً هناك دراسة عن إدخال الحركة في الفيلم مقتطعة من كتاب المخرج (روجر مانفيل) الموسوم (الفيلم والجمهور) . وفي هذا العدد استمر (نوري الراوي) بنشر مقالته (النمو النفسي لفن السينما) . ووصل (فاروق صبري مراد) إلى عالم 1944 بشأن جوائز الأوسكار . وهناك مقالة عن (هنري فوندا ومقالة مترجمة للممثل الفرنسي (شارل بواتيه) بعنوان (كيف أمثل أدواري) قال فيها : هذه الشخصيات السينمائية التي اتقمصها في أفلامي قد اختفى وراءها بطبيعة الحال لإندماجي الكلي فيها لأنني قبل قيامي بتمثيل أية شخصية منها أدرسها دراسة ذاتية لأكون عنها فكرة صحيحة لأن التمثيل في نظري ليس إلا (فن التكوين) أو (فن خلق الشخصيات).
في كل عدد هناك تحليل لأحد الأفلام الشهيرة وعلى سبيل المثال هناك تحليل لفيلم شارلي شابلين (مسيوفردو) ترجمة الروائي الشهير (عبد الملك نوري) وهناك تقرير عن المخرج الايطالي (دي سيكا) والواقعية الجديدة وفي العدد (17) وما بعده قدم (فاروق صبري مراد) عدداً من المخرجين المشهورين عالمياً امثال (فرانك كابرا) و(جون فورد) وفي العدد نفسه قدم (عبد الملك نوري) نقداً للفيلم الاميركي (الأرجل الراقصة) .
بدأ عام 1956 بالعدد (18) من مجلة السينما وفيه واصل (فاروق صبري مراد) تقديمه للمخرجين الكبار في العدد (23) ظهرت مقالة بعنوان (السينما العراقية ينبغي أن تعتمد على سينمائيين عراقيين كتبها (بدري حسون فريد) وتطرق فيها إلى أفلام عراقيين صنعها مصريون أو أجانب مثل (عليا وعصام). وفي العدد (25) ظهرت مقالة للناقد (أحمد عبد الكريم) عن السينما في المكسيك وظهر للناقد نفسه ترجمة لمقالة بعنوان (السينما الايرانية في مأزق) في العدد (26) وكاتب المقالة هو الناقد الايراني (هوشنك كاوسي) الذي اعاب على السينما الايرانية في بدايتها، كونها تافهة ولم يكن يدري أن الأفلام الايرانية الجديدة اخذت تحصد جوائز في المهرجانات العالمية. وفي العدد (27) هناك مقالة للصحفي العراقي الشهير (عبد القادر البراك) عن رأي الشاعر الرصافي بالفنون الجميلة كونها وسيلة لرفع مستوى الشعب وفي العدد ترجمة للناقد (أحمد عبد الكريم) لمقالة (هوشتك كاوسي) عن السينما في اليابان وفيه إشارات إلى الفيلم الياباني المشهور (راشمون) وفي الغلاف الاخير لهذا العدد هناك إعلان عن الفيلم العراقي (ارحموني) إخراج (حيدر العمر) وتمثيل (بدري حسون فريد) و(مديحة شوقي) وفي العدد (28) استمر (أحمد عبد الكريم) بترجمة مقالات هوشنك كارسي) من الفيلم الياباني وخصوصاً (أطفال هيروشيما) وأستمر (فاروق صبري مراد) بتقديم اعمال المخرجين الكبار وفي العدد (29) ترجم (أحمد عبد الكريم) مقالة هوشنك كاوسي عن السينما في انكلترا وفيه إشادة بالمخرج (ديفيد لين) الذي أخرج مسرحيات شكسبير سينمائياً وعرفنا (نوري الراوي) بالسوريالية. وفي العدد (70) ترجم (أحمد عبد الكريم) مقالة لكاوسي عن شارلي شابلن الذي قال "إن وطني الوحيد هو هذا الوادي الذي تحيا فيه البشرية".
* من كتاب عن سامي عبد الحميد يصدر قريباً