علي حسين
في العراق هناك ظواهر عجيبة وغريبة أبرزها ظاهرة السياسي المحظوظ ، وأعني به السياسي الذي لا يغيب عنه كرسي المنصب ، والغريب أنّ هذا السياسي برغم فشله ، له امتيازات دائمية ، وله أحاديث يشغل الناس بها ، وكتب تصور منجزاته ، وكنت في هذا المكان قد حدثتكم عن وزير الكهرباء الاسبق عبد الكريم عفتان الذي بشرنا عام 2012 بانه سيكون عام الكهرباء ، ولكي يحقق وعده أصدر آنذاك كتابا ضخما بالالوان يحوي 148 صورة لمعاليه ، تناول أهم اللقاءات التي أجراها الوزير باعتباره الحاكم الأوحد لشؤون الكهرباء ،هل تمت محاسبة عفتان على خداعه للناس وهدره المليارات ن لا ياسادة ! نحن في العراق يخرج المسؤول من الباب ، ويدخل علينا من الشباك ، بالامس قرأت هذا الخبر الطريف ، إن وزير الكهرباء لؤي الخطيب استقبل رئيس لجنة النفط والطاقة والثروات الطبيعية النيابية، لمناقشة واقع منظومة الطاقة الكهربائية، ولا يذهب بكم سوء الظن وتعتقدون ان رئيس لجنة الطاقة النيابية هو العالم العراقي فاروق القاسم أحد أبرز صناع الطاقة في النرويج ،والذي تمنى ان يخدم بلاده بعد عام 2003 ، لا ياسادة ، انه عالمنا الجليل كريم عفتان نفسه بشحمه ولحمه ، ماذا يذكركم هذا الخبر ، بسياسي آخر يغيب ويظهر وأعني به سامي العسكري الذي قال لإحدى الفضائيات بكل ثقة وهو يتلمظ :" لايمكن ان يَقيل الإيرانيون عودة حيدر العبادي " ، والسيد سامي يتقاضى راتباً تقاعديا مليونيا من بغداد وليس طهران ، لكنه يصر على ان ادارة شؤون العراق مسؤولية الجارة إيران . هل هناك مهزلة أكبر وأعمّ ، نعم إنها معركة حذاء البكر ، فمنذ أسابيع ومجلس النواب مشغول بحديث بمسألة القندرة مع الاعتذار للمفردة ، ، وأتمنى ان لايعتقد البعض انني أخصص هذا العمود للدفاع عن النائب فائق الشيخ ، ففي هذا المكان وجهت له الكثير من سهام النقد ، لكن ان ينشغل البرلمان بمناقشة قضية قندرة البكر ويترك أموراً مهمة تتعلق بالبطالة والاعمار ونهب الثروات ، وغياب الخدمات والسيول التي جرفت مدن العراق ، فهذا امر يثير العجب ويثيت ان اولويات البرلمان مضحكة .
لم يكن العراقيون يتصورون أن تضحياتهم في سبيل الديمقراطية " يمكن أن تفرخ لهم ساسة ، يبدعون في فنون السرقة واللعب على الحبال، ويتحولوا في ليلة وضحاها إلى أغنى طبقات المجتمع .
أيها العراقيون انتبهوا: صدام انتهى وقبله البكر ، لكنه مازال في عقول مسؤوليكم وساستكم، ولهذا نجدهم يعقدون الاجتماعات لمناقشة " قندرة البكر " ، ليؤكدوا ان الفرق ليس كبيراً .