علي حسين
الحمد لله أُجهضت المؤامرة التي قادتها الإمبريالية ضد إقليم البصرة ، ووقى أهلنا في البصرة شرّ الليبرالية التي يريد لها البعض ان تتفشى في البصرة ، في الوقت الذي هدى الله الأجهزة الأمنية التي تذكرت أن السلاح يجب أن يكون في يد العشائر .
إذن المؤامرة تحاك في الظلام ضد البصرة ، والبعض يريد أن يصوّر للعالم أنّ عشائر البصرة لاتريد تنفيذ قرار البرلمان بالتوقف عن لعبة " البوبجي " ، فكان لابد من تحويل اللعبة الى واقع ملموس تستخدم فيه المدافع والصواريخ والطائرات المسيّرة ، ويمنع فيه استخدام المسدسات لأنها لاتفي بالغرض ، مثلما أخبرنا السيد مستشار محافظ البصرة لحل النزاعات العشائرية ، بالفعل تتعرض البصرة وتجربتها في التنمية والاستقرار إلى مؤامرة كبيرة، تشارك فيها قوى دولية، وإعلام لايخاف الله، ينسى أن يقف الى جانب العشائر" الباسلة " وهي تساهم في وضع البصرة على لائحة الاخبار العاجلة ، ويصرّ على إبراز صورة لصاروخ " عشائري " سقط على غرفة نوم إحدى العوائل .
المؤامرة كانت حاضرةً في تغاضي الإعلام عن الإشادة بملفّ مهمّ وخطير وأعني به ملفّ الإعمار الذي تفوّق فيه مجلس محافظة البصرة على سنغافورة التي لايمل جنابي في الحديث عن تجربتها في التنمية والإعمار . في مذكراته التي أسماها "من العالم الثالث الى العالم الأول " يروي "لي كوان يو" كيف بدأت مسيرة سنغافورة، جزيرة كانت على هامش العالم ولم يكن فيها سوى المستنقعات والفقر ، لتتحول بقدرة مسؤوليها وحبهم لوطنهم الى واحدة من أغنى الدول في العالم ، ورائدة في مجالات الصحة والتعليم والبيئة والتنمية والاستقرار السياسي ، وصاحبة نظام اقتصادي يدرّس في أرقى جامعات العالم ، القاعدة الأساسية التي اعتمدها لي كوان لنجاح تجربته كانت النأي عن الصراعات الإقليمية والدولية ، فأعلن حياد سنغافورة ووقف على مسافة واحدة من الصين والولايات المتحدة محافظاً على علاقات جيّدة مع الجميع ، فلم يكن مسموحا أن تعلق إحدى مدن سنغافورة لافتات في الشوارع ترفض فتح قنصلية لأميركا ، أو تطالب بطرد السفير الصيني ..لم يكن باني سنغافورة يحب إلقاء الخطب ، أو هتاف الجماهير ، لكنه يعشق البناء ، بناء المدن وبناء الانسان، وطوال مسيرته السياسية لم يظهر واقفاً على منصة ينتظر " الأهازيج " ، وبدل أن يعد شعبه بالازدهار ، قدم إليهم نموذجاً مزدهراً من خلال العمل .
نعم البصرة تتعرض إلى مؤامرة لايكفي معها تكذيب واعتذار ، بل أنّ يتراجع البرلمان ويسمح لبعض الشيوخ أن يمارسوا لعبة البوبجي ، وإلا فإن الصواريخ والقاذفات والطائرات المسيّرة أقرب من الوطن عند العشائر!!.