TOP

جريدة المدى > عام > الكاتب البلجيكي يان فابر ومسرحه المختلف إلى العربية

الكاتب البلجيكي يان فابر ومسرحه المختلف إلى العربية

نشر في: 23 ديسمبر, 2019: 06:52 م

صلاح حسن 

عن دار فضاءات في عمان صدر كتاب المخرج المسرحي ترجمة حازم كمال الدين المقيم في بلجيكا – انتفيرب بعنوان ( يان فابر ثلاث منلوجات ) وهو عبارة عن ثلاث مسرحيات كتبت لممثل واحد .

يان فابر « 1958 « هو فنان بلجيكي متعدد التخصصات ، فهو مخرج مسرحي ومخرج أوبرا وكويوغراف ورسام ونحات ومنتج سينمائي . يعد الآن من أهم الفنانين في أوروبا لابتكاراته وتنوعه ومعروف بسعيه لتوسيع آفاق كل نوع فني يشتغل عليه وفقاً لرؤيته الفنية .

في نهاية السبعينيات قدم يان فابر مسرحية « النقود « فلفت أليه الأنظار ، بسرعة إذ جمع نقوداً ورقية من الجمهور وقام بحرقها ، ثم من رمادها قام يرسم . أما في العام 1982 فقد قدم مسرحية « أنه مسرح كما هو متوقع وكما يُنتظر منه « بوضع قنبلة كاذبة في المسرح وأثار الرعب في الجمهور، وقد ترسخ أسلوبه هذا بعد سنتين حين قدم مسرحية « سلطة الغباء المسرحي « بتكليف من بينالي فينيسيا.

يفرق يان فابر بين المونودراما وبين المنلوج ، فالمونودراما هي خطاب موجه من شخصية الى شخص ثانٍ ، بينما المونولوج هو خطاب توجهه شخصية الى الجمهور أو تتحدث عن أفكارها بصوت عالٍ وهي معدة لكي يلعبها ممثل واحد . 

المسرحيات الثلاث هن « قيصر الخسارة وملك الانتحال وسادن الجمال « ، قيصر الخسارة تتحدث عن مهرج يجرؤ على قول كلمة « لا « بوجه النظام ويطالب بحياة أفضل ، أما مسرحية ملك الانتحال فهي تتحدث عن فنان دجال يدافع عن التقاليد القديمة ويصفها بأنها أداة للجمال ولكن الواقع أن هذا الفنان الدجال يريد أنتاج نفسه وتصديرها . في المسرحية الثالثة سادن الجمال يريد يان فابر أن يحقق حلمه النهائي من خلال الوصول الى حالة من الشفافية من أجل الوصول الى الجمال . هذه باختصار الأفكار الجوهرية لهذه المسرحيات .

أول شيء قام به يان فابر هو مقاطعته لتقاليد المسرح المعاصر من خلال استخدام مفهوم « العرض في الزمن اللا مسرحي أو الزمن الطبيعي « وعلى ضوء هذا المفهوم كتب نصوصه المسرحية التي تشبه المنمنمات بأسلوب حر خال من أي انغلاق وهي تعكس مفهومه عن المسرح المعاصر الذي يعتقد أنه وعاء يحتوي الفنون جميعاً . الشكل البصري لنصوص يان فابر المسرحية مكتوبة بطريقة الأسطر القصيرة وتشبه كثيراً قصيدة النثر المعاصرة من ناحية التكثيف والاختصار واللغة الحادة المقتصدة .

المسرحيات الأولى التي قدمها يان فابر في نهاية السبعينيات لم يفهمها الجمهور الذي أعتاد على المسرحيات التقليدية ، لذلك بدأ باخراج مسرحياته بنفسه بعد سنوات عديدة بناء على البروفات والأرتجالات مع الممثل خلال التمارين المسرحية . حتى مسرحياته التي تتألف من شخصيات عديدة يبدو فيها المونولوج وأضحا ، وهذا ما جعله يسمي مسرحياته الثلاث هذه منلوجات وليس مونودراما .

لا يجد القارئ أو المشاهد في مسرحيات يان فابر حوارات واقعية أو قصصاً مستمدة من الحياة لأنه يقدم الفلسفي والمفاهيمي على الواقعي واليومي بطابع شعري أو طقسي مستمد من الطقوس القديمة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

خروج أكثر من 600 عراقي من مخيم الهول

الخزرجي يدعو الحكومة إلى توضيح أسباب تأخير إرسال جداول الموازنة

كاساس يستدعي 29 لاعباً لمواجهتي الكويت وفلسطين في تصفيات مونديال 2026

العراق يسجل انخفاضًا بنسبة 15% في معدلات الجريمة عام 2024

تحذيرات من أزمة طاقة تهدد 46 مليون نسمة سببها الغاز

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: تصنيف الأعمال الموسيقية

انتقائية باختين والثقافة الشعبية

فوز الصيني جياكونجياكون بجائزة نوبل للعمارة (بريتسكر)

الجندي الأمريكي والحرب

سحر محمول أغنية حب للكتاب.. من فجر التاريخ حتى ببليوغرافيا هتلر

مقالات ذات صلة

متعةُ وكشوفٌ لاتضاهى في قراءة الأعمال الكلاسيكية
عام

متعةُ وكشوفٌ لاتضاهى في قراءة الأعمال الكلاسيكية

لطفية الدليمي ربما تكون جائزة البوكر العالمية للرواية هي الجائزة الأعلى مقاماً بين الجوائز الروائية التي نعرف، ولعلّ من فضائلها أنّها الوسيلةُ غير المصرّح بها لتعريف القارئ العالمي بما يُفتّرّضُ فيه أن يكون نتاجاً...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram