TOP

جريدة المدى > عام > الوحيُ الآتي

الوحيُ الآتي

نشر في: 24 ديسمبر, 2019: 07:18 م

صادق الطريحي

بوحيِكَ، يا ربّ العِراقِ،.. 

بصوتِكَ الذي يقرأ الزّيتونَ في الفَجرِ.. 

نُقسمُ. 

بأسمائِك العظمى، بكلّ مقدّسٍ

بتأريخِكَ المكتوبِ بالدّمعِ..

نُقسمُ. 

بأفئدةٍ، سُمرِ الوجوهِ، 

ثواكلًا 

يودّعنَ أطفالَ التّظاهرِ.. 

نُقسمُ. 

بِصوتِ بَنيكِ الحالمينَ..

برحلةِ الشّهيدِ صُعوداً في المَعارجِ.. 

نَصعدُ. 

بأقلامِ من جاعُوا جَهاراً وخُفيةً

معًا، نكتبُ الأسماءَ سِلماً مُعطّراً 

بأصواتِ قتلانا، جَهاراً وغِيلةً 

سَينتصرُ الفِتيانُ، وَعداً مقدّراً 

هي الوَثبةُ الكبرى، تزاحمُ أمّةٍ 

إلى ساحةِ التّحرير تسعى لوحدِها

هي الوَثبةُ الكبرى، تَشلّ جُحورَهُم 

وصوتُك مشهودُ الخطابِ مُجرّبُ 

بِصَوتِكَ تنزاحُ الخُطوبُ.. 

وتَختفِي

وتَرحَلُ أقدامُ الطّغاةِ سَواسِيا 

((سَواسِيَةٌ سُودُ الوجوهِ كأَنهم 

ظَرابِيُّ غِربانٍ بمَجْرودةٍ مَحْلِ)) * 

همُ السّلطةُ الرّعناءُ، 

محضُ توابعٍ

همُ الوهمُ،

إن طالوا بَقاءً وأسهبوا.

ولمّا استللتَ الصّوتَ، 

أزلفَ وقتُهم 

وأنتَ صبورٌ في البلاءِ موقّرُ 

فمن شرفِ الأنهارِ،..

أنّك واحدٌ 

ومن خسّةِ الأحزابِ،.. 

أنّك أصعبُ.

طلعتِ، بلادَ الرّافدين بأمّةٍ 

توحّدها الأديانُ، واللهُ واحدُ 

طلعتِ، بلادَ الرّافدين تظاهراً 

توحدهُ الأعراقُ، والصّوتُ واحدُ 

ثمانون مليونًا بصوتٍ مضاعفٍ 

وصوتٍ، بأقلام الطّفولةِ يَكتبُ 

بإيّاكَ، يا ربّ العراقِ نقرّبُ 

نِهايةَ ظلمِ الظّالمينَ.. 

ونستراحُ في آخرِ الأسبوعِ.. 

إنّا مواطنونَ..

لسْنا رَعايا للرّعاةِ، وإنّهم 

عتاةٌ، وبدوٌ لا ثيابَ تضمّهمْ 

بظلّكَ، يا شَعبَ العِراقِ سَنلتقي

نُعظّمُ شأنَ الرّاحلينَ.. 

ونَهتفُ 

كفى، 

إنّ أصواتَ الرّصاصِ تخرّبُ. 

كثيرونَ كالأطيارِ..

نحنُ فواختٌ 

تغنّي بآياتِ العراقِ، وتَندبُ. 

وفي ساحةِ التّحريرِ طَوقُ حَمامةٍ 

مُلوّنةٍ بَيضاءَ لا تتغيّبُ 

هي الوطنُ الآتي بثوبٍ منزّهٍ 

هي الطّفلةُ الأولى، شميمُ، وزينبُ 

هي الأمّ، والأختُ الكريمةُ..

والشّرفْ. 

هي الغوثُ والإسعافُ.. 

دوماً تطبّبُ 

خَرجنا إلى السّاحاتِ صَوتاً مُوحداً 

لنا موكبٌ للهِ، 

لا يتعصّبُ.

سلامٌ على السّواقِ، يا ربّ إنهم 

كرامٌ، وأجوادٌ إلى القلبِ أقربُ 

سلامٌ على الفتيانِ، يا ربّ إنّهم 

معالمُ مجدٍ، والسّلامُ المحببُ 

بصوتِكَ، يا شعبَ العراق، سنلتقي 

وكلّ حديثٍ عن مقامِكَ طيّبُ.

11ـ 12/12/ 2019

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• للبُعَيث المُجاشعي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

خروج أكثر من 600 عراقي من مخيم الهول

الخزرجي يدعو الحكومة إلى توضيح أسباب تأخير إرسال جداول الموازنة

كاساس يستدعي 29 لاعباً لمواجهتي الكويت وفلسطين في تصفيات مونديال 2026

العراق يسجل انخفاضًا بنسبة 15% في معدلات الجريمة عام 2024

تحذيرات من أزمة طاقة تهدد 46 مليون نسمة سببها الغاز

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: تصنيف الأعمال الموسيقية

انتقائية باختين والثقافة الشعبية

فوز الصيني جياكونجياكون بجائزة نوبل للعمارة (بريتسكر)

الجندي الأمريكي والحرب

سحر محمول أغنية حب للكتاب.. من فجر التاريخ حتى ببليوغرافيا هتلر

مقالات ذات صلة

متعةُ وكشوفٌ لاتضاهى في قراءة الأعمال الكلاسيكية
عام

متعةُ وكشوفٌ لاتضاهى في قراءة الأعمال الكلاسيكية

لطفية الدليمي ربما تكون جائزة البوكر العالمية للرواية هي الجائزة الأعلى مقاماً بين الجوائز الروائية التي نعرف، ولعلّ من فضائلها أنّها الوسيلةُ غير المصرّح بها لتعريف القارئ العالمي بما يُفتّرّضُ فيه أن يكون نتاجاً...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram