TOP

جريدة المدى > عام > مكتبة شمس الأمومة في بيت الأديبة سافرة جميل حافظ تفتتح أبوابها أمام القرّاء

مكتبة شمس الأمومة في بيت الأديبة سافرة جميل حافظ تفتتح أبوابها أمام القرّاء

نشر في: 28 يناير, 2020: 07:52 م

ماس القيسي

في عصر ظلامي يشرف على الانتهاء، مع بزوغ أول خيوط الفجر العراقي على يد دعاة الفكر والحضارة والتغيير،

سواء من الشباب المتمرد على واقعه المتدني في ساحات الوطن، أو من الواعين لضرورة إعادة إحياء شجرة المعرفة السومرية الأصيلة، التي اجتهد تجار الحروب والدم على اندثارها بكل السبل، كان لابد للشخصيات العظيمة المخضرمة ولا سيما على صعيد الساحة الأدبية العريقة. أن تستمر في عطائها غير المنقطع في سبيل إثراء أرض الثقافة بما يلزم من بذور الفكر السليم.

رمزية الأمومة وفخر العطاء الذي لا ينضب تمثلت في شخصية السيدة الراحلة عائشة عبد الفتاح والدة الأديبة سافرة جميل حافظ، أن تردّ الجميل بتحقيق الجزء اليسير من طموح والدتها، فقدمت للقرّاء والطلبة مكتبة في منزلها، توفر لهم بيئة هادئة ومناسبة لاحتياجاتهم، تحت عنوان شمس الأمومة، بحضور عدد من الأدباء والشخصيات العامة من رواد الساحة الأدبية والاجتماعية برعاية الأستاذ الناقد فاضل ثامر، وبهذا الشأن تقول السيدة سافرة:" الأمّ لا يمكن أن نجازيها بأي شيء، كنا نردد ونحن صغار مقطع قصيدة في كتب القراءة يقال فيه، (تحيا أمي ما أجملها، قد غمرتني بمحبتها)، وبالفعل هكذا كانت أمّنا فقد غمرتنا بعطفها واهتمامها ورعايتها، وكانت تحرص دوماً على تلبية حاجة كل منا، على الرغم من مرضها، حتى الآن وبعد هذا العمر الطويل لا يخيل لي صورتها إلا كشمس مشرقة، فقد كانت تحثنا على القراءة وتقول ( لو كنت أجيد القراءة لقرأت مكتبات بغداد جميعها) لأن القراءة هي التي تفتح لكم آفاق المعرفة وفهم العالم".

وتؤكد على دور الأمّ في كونها مدرسة الحياة برمتها ما دفع بها وإخوتها للتقدم أخلاقياً ومعرفياً وأنسانياً وتعقب قائلة:" كان لأمي الدور الكبير في رعاية خمس أُسر فقيرة تحتاج للدعم المادي والعلمي فوفرت لأفرداها التعليم والرعاية"، ما دفع بها لتأسيس وافتتاح مكتبة شمس الأمومة في طابق منعزل من منزلها الخاص في حي الكرادة، " يأتون إليها القراء والطلبة للقراءة والدراسة في جو هادئ ومناسب، ما شجعني على القيام بذلك، هو وجود مكتبات مختصة للدراسة في بعض المدن"، مشيرة الى أن بعض المنازل تكون مكتظة بأفرادها فلا توفر بيئة حاضنة للطالب ليتمكن من إتمام دراسته كما يجب. 

وقد أكد فاضل ثامر (ناقد أدبي) الذي رعى مناسبة افتتاح المكتبة على أهمية المبادرة الثقافية التي قدمتها السيدة سافرة بقوله:" مبادرة عظيمة تقدمها الروائية والقاصة سافرة جميل حافظ بتحويل جزء من بيتها، الى مكتبة عامة باسم شمس الأمومة، وقد دعت بهذه المناسبة مجموعة من الأدباء والأديبات، والنشطاء والناشطات الاجتماعيات وخاصة رابطة المرأة العراقية، وقد القيت بعض الكلمات التي تشيد بدور هذه المناضلة".

ويشدد على ضرورة هذه المبادرات في ظل هذا الزمن الذي يحاول الكثير دفعه باتجاه الخراب والفوضى في طريق الظلام بقوله " ترتبط مبادرة هذه المبدعة والإنسانة بمسيرة عظيمة عاصرت من خلالها فترة الخمسينيات، إذ شاركت في وثبة 48 وانتفاضة 52، وفي جميع معارك الشعب، وهي زوجة أحد المناضلين العراقيين الذي استشهدوا على أيدي نظام البعث، كما ساهمت في الحركة النسوية ورابطة المرأة العراقية، ولها أنشطة في اتحاد الأدباء العراقي، تحديداً في المجلس المركزي والمكتب التنفيذي، إذ كانت مسؤولة ومشرفة عن منتدى نازك الملائكة في الاتحاد، ولها دور في تبني مشروع الحداثة في القصة، و تعتبر رائدة في القصة العراقية إذ نشرت مجموعة قصصية في عام 57 في فترة كادت تكون خالية من القاصات العراقيات، بالإضافة الى كونها صاحبة مشاريع خيرية بمثابة الأيادي البيض التي احتضنت الكثير"، مؤكداً على مسيرة نضال وكفاح معطرة ومكللة بالنجاح لصاحبة مشروع مكتبة شمس الأمومة سافرة جميل حافظ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: تصنيف الأعمال الموسيقية

انتقائية باختين والثقافة الشعبية

فوز الصيني جياكونجياكون بجائزة نوبل للعمارة (بريتسكر)

الجندي الأمريكي والحرب

سحر محمول أغنية حب للكتاب.. من فجر التاريخ حتى ببليوغرافيا هتلر

مقالات ذات صلة

متعةُ وكشوفٌ لاتضاهى في قراءة الأعمال الكلاسيكية
عام

متعةُ وكشوفٌ لاتضاهى في قراءة الأعمال الكلاسيكية

لطفية الدليمي ربما تكون جائزة البوكر العالمية للرواية هي الجائزة الأعلى مقاماً بين الجوائز الروائية التي نعرف، ولعلّ من فضائلها أنّها الوسيلةُ غير المصرّح بها لتعريف القارئ العالمي بما يُفتّرّضُ فيه أن يكون نتاجاً...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram