عمــار ســاطع
ليس من السهل أبداً أن يتمّ الحديث عن تأسيس رابطة أندية الدوري العراقي لكرة القدم في الوقت الراهن، مثلما ليس من المنطقي محاولة البعض القفز باتجاه الصعود والارتقاء، دون الخوض بتجارب متسلسلة وخطوات سابقة، قبل الدخول في نقاط مهمة تُعنى بنجاح رابطة تحترف العمل بالشكل الأمثل والأنسب، وبما يتلاءم مع الواقع الذي نعيشه اليوم!
أدرك جيداً أن أحلام وأمنيات البعض وصلت لحدود الاحترافية التي من شأنها أن تسهم في تحقيق نجاحات مهمة ومؤثرة ستأتي مستقبلاً بنتائج مهمة جداً تصبُ في مصلحة مشاركات منتخباتنا الوطنية في المحافل المختلفة، وفرق أنديتنا على الصعيدين القاري والعربي!
لا أريد من خلال هذه الزاوية، أن أضع العصا أمام عجلة دوران محاولات البعض التي يروم أن يسجلها في هذا الظرف العصيب، لكن للحقيقة وجه واحد، هذا الوجه بحاجة إلى أن يظهر بأنسب الصورة وأفضل الأشكال، بيد أن كل ذلك بحاجة لمتطلبات لو تحققت بنسبٍ عاليةٍ لوصلنا الى منعطف مهم في تاريخ مسيرة كرة القدم العراقية!
أقول.. إن من بين أهم متطلّبات نجاح رابطة أندية الدوري هو وجود اشخاص مختصّين يتجرّدون من الانتماء الى (الناديوية) ويعملون من أجل ضمان إقرار نقاط مهمّة تركز على الجميع، بعيداً عن التأثيرات الجماهيرية للأندية التي تملك قاعدة من المشجعين، ويقرّون كل ذلك بنظرة متساوية مع الجميع والى الجميع!
نعم.. ما ذكرته في المقطع السابق، هو من بين أهم عوامل نجاح رابطة أندية الدوري وعملها وتأثيرها، مثلما يفترض أن يكون عملهم وفقاً للجان تعمل على تأسيس قاعدة بيانات تُسهل كل شيء وتضمن كل شيء ليكون خزيناً ثرياً بكل ما يُعنى في عمل كرة القدم العراقية المتعلق بالأندية من دوري المتقدمين والشباب والناشئين وحتى الاشبال، وكذلك الحال للدرجات المختلفة الممتازة والأولى والثانية والثالثة!
يفترض أن تتجرّد الرابطة من الأرباك أو الارتباط بكل ما من شأنه أن يضعهم أمام موقع المُتهم أو المُدان أو من التقارب أو التأثيرات من الأندية الرياضية بإدارييها وكذلك روابط المشجعين، من أجل إبعادها عن الشكوك، وعليه يجب أن يكون ارتباط الرابطة بلجنة المسابقات في اتحاد الكرة ولجان أخرى تتعلّق بعمل الرابطة كلجنة الحكام ولجنة الانضباط وشؤون اللاعبين!
إن الهدف الرئيس من تأسيس رابطة أندية الدوري هو الاحترافية التي ننشد إليها، شريطة أن تضع لذلك بنوداً، حين استكمال متطلباتها، نكون قد قطعنا شوطاً مهما باتجاه التأسيس الأمثل لرابطة حيادية يتواجد فيها أناس أكاديميين وخبراء لديهم ما يشفع لهم باتجاه ضمان تنظيم مسابقة كروية رصينة وفقاً لأجندة ترتبط مع الأندية وتضمن حقوقهم!
وفي تصوّري إن نواة تأسيس الرابطة يجب أن تكون مؤلّفة من خليطٍ أشبه بفريق عمل فيه من اللاعبين الدوليين السابقين من غير المرتبطين بالعمل الحالي إدارياً أو فنياً، ومن حكّام غير مشاركين في عمل دائرة الحكّام وعدد من العاملين السابقين في لجنة المسابقات وكذلك من الأكاديميين إضافة الى أشخاص من الإداريين الكفوئين والصحفيين النقاد بما يتلاءم مع طبيعة إشهار هذه الرابطة وأهدافها!
اعتقد ان استقلالية الرابطة، سيكون من بين أهم خطوات نجاح عملها، مثلما يجب أن يكون التطوير عنواناً أبرز لنوعية وطبيعة عملها، برغم ان الظرف الاقتصادي الراهن وضعف الإيرادات التخصيصات المالية سيواجه فكرة تأسيس الرابطة بالكثير من المنغّصات والارهاصات، مثلما سيكون وضع البلد من مختلف النواحي رهين المشكلة الاستثنائية في تبديد الفكرة اصلاً، بسبب انعدام الاحترافية!
أقول.. إن نجاح فكرة رابطة اندية دوري، يرتبط بتفاصيل نوعية متشعّبة وأمور خارجة عن إرادتها، فإذا تجاوزت كل تلك العراقيل، سَتنجح في تحقيق (الإعجاز) الذي فشل في تحقيقه الكثير أو تجاوزه، من الذين عملوا طيلة عقود ماضية في محاولة تطوير كرة القدم العراقية!
أخيراً.. فإن الرابطة بحاجة لتحدّيات وتحديدات، منها مهامّها وأهدافها إلى جانب تنمية المدارس والأكاديميات في الأندية والبحث عن المواهب والإشراف والمراقبة والتنسيق مع الأندية ودور مؤثر بدرجة حرفية عالية في صناعة القرار مع اتحاد كرة القدم.