علي حسين
كنت أعتقد حتى يوم أمس أن الباب أسدل على زمن الكتابة الساخرة في العراق، بعد أن تحولت حياتنا إلى "هم وغم" ونحن نشاهد " المتلون " نجاح محمد علي وهو يتمنى أن يستيقظ صباحًا فلا يجد على الخارطة بلدًا اسمه العراق، كما أن غياب خماسي أضواء السياسة العراقية عن المشهد،
بعد اختفاء عباس البياتي وقفشاته والببغاء محمود الحسن، والخبيرة الحربية عتاب الدوري، وعالم اللغويات إبراهيم الجعفري والمونولوجست صالح المطلك، طبعًا يضاف لهم صف من الكوميديين الذين عادوا إلى أوطانهم الأصلية بعد أن حصلوا على التقاعد والامتيازات والعمولات ، جعل كتاب الاعمدة من عينة جنابي يعانون من شحة في الموضوعات ، كما كتب لي احد القراء وهو يعترض على ما كتبته عن الزعيمة سابقا والمستشارة حاليا حنان الفتلاوي .
ولأن البعض يريد لنا أن نعيش معه عصرًا جديدًا من الكوميديا، فقرر أن يعيد لنا موفق الربيعي بعلبة جديدة مكتوب عليها "قاهر الفيروسات"، فقد قررت اللجنة العليا للصحة والسلامة تعيين الجنرال موفق الربيعي سكرتيرًا للجنة ليتابع شؤون فايروس كورونا، وأنت تقرأ هذا الخبر ماذا يدور في ذهنك؟، بالتأكيد يمكنك أن تطلق على هذه الفقرة الكوميدية "عجائب وغرائب"، فالقائمون على شؤون البلاد فاتهم أن هذه البلاد عانت من أسوأ خراب أمني عندما كان السيد الربيعي مستشارًا للأمن الوطني.
في مرات كثيرة كتبت عن الربيعي وقلت، إن هذا رجل مولع بلقطات الأكشن، وفي كل تصريح نجد ذلك الإصرار في البحث عن لقطة مثيرة يستدرّ من خلالها آهات الإعجاب، طلبًا لمجدٍ شخصي زائف، وتتذكرون عروض "الشو" المثيرة التي يقدمها بين الحين والآخر ابتداءً بحبل صدام، وليس انتهاءً بالدعوى القضائية التي أراد أن يرفعها ضد بوش، لأنه احتلّ العراق، وهو الذي كان لا يذهب إلى النوم قبل تقبيل وجنتَي المستر بريمر.
هذا المكان كتبت لكم عن السيدة "شن وي" التي استعانت بها الصين في الحرب ضد فايروس كورونا. السيدة شن تعمل برتبة جنرال فى الجيش الصيني وتلقب بمدمرة الفايروسات، فقد استطاعت من قبل قهر وباء إيبولا ومن بعده سارس.
هذه المرأة العجيبة التي تبلغ من العمر 54 عامًا عاشت أكثر من ربع قرن من حياتها تعمل بصمت ، وقدمت للعالم درسًا في المثابرة لا مكان فيه لجمل وشعارات عن غرغرة الربيعي ، ولا مكان للمزايدات السياسية التي تجعل من شخص بأهمية الدكتور جعفر صادق علاوي، خارج الخدمة، وموفق الربيعي داخل الخدمة بعد ان أخبرنا قبل ايام أن "كورونا" لا تقترب من المؤمنين وهي حرب ضد الكفار حصرًا.
العالم يعيش هاجس الخوف من وباء "كورونا"، بينما نحن نعيش مع وباء أخطر واشد فتكًا وهو اعادة بث الروح في الفشل والخراب .
جميع التعليقات 1
ناطق حقي
روعة.. في الصميم..