TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عادل كاظم.. وحكومة التكنوقراط!!

العمود الثامن: عادل كاظم.. وحكومة التكنوقراط!!

نشر في: 30 يوليو, 2020: 09:57 م

 علي حسين

وأنا أنظر إلى صورة الكاتب الكبير ومعلم الدراما العراقية عادل كاظم وهو على فراش المرض، تذكرت هذا الكاتب والفنان عندما كان اسمه، ملء السمع والبصر، وأيام كانت فيها تخوم دولته الإبداعية تمتد إلى كل أطياف وألوان الفن العراقي، فهو الكاتب المسرحي الأول الذي أبهرت أعماله جمهور المهرجانات العربية،

وهو المؤلف التلفزيوني الذي كانت أعماله مثل "الذئب وعيون المدينة" تجعل شوارع بغداد مقفرة، وهو الصحافي والممثل والشاعر وكاتب القصة القصيرة المبتسم دومًا، كانت السياسة سببًا في عشقه للأدب والكتابة للمسرح، يساري الهوى والفعل والكلمات.

كان صاحب المتنبي ومقامات أبي الورد ولايزال واحدًا من الذين ساهموا بجدية في حياتنا الثقافية في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات . ولأنه من جيل الرواد في المسرح العراقي، أولئك الذين حلموا بتأسيس المسرح كجزء من تغيير المجتمع وإعادة تشكيل الواقع،.

عادل كاظم الذي تخرج من الدورات الأولى لأكاديمية الفنون الجميلة، فتن منذ شبابه بالعمل السياسي، فهو من عائلة يسارية الهوى والمبدأ، وأدركته حرفة الأدب والفن من ناحية أخرى، فأجهض بذلك حلم أبيه الموظف المستنير الذي حاول أن يقنع ابنه أن يكمل تعليمه في الحقوق ليتخرج محاميًا يدافع عن البسطاء، لكن عادل كاظم الفتى القادم من البصرة كان قد اكتشف القانون الذي يوحد بين الإنسان والوطن ويحمي المجتمع من الانتهازية والغش والسرقة والطائفية والاستبداد، من خلال أعمال مسرحية وتلفزيونية حافلة بالأفكار العميقة الحية التي قالت لنا جميعًا ما هو الصح وأين يكمن الخطأ.

صاحب الابتسامة التي لا تغيب‏..‏ بدأ مشواره العملي في الكتابة منذ أن كان طالبًا في أكاديمية الفنون الجميلة، فذات يوم دخل عبقري المسرح العراقي إبراهيم جلال إلى قاعة الدرس، يبحث عن طالب اسمه عادل كاظم، أعطى أحد نصوصه إلى الاستاذ جعفر السعدي، فتشاء الصدف أن يقرأ النص إبراهيم جلال الذي قرر أن يقدمه للمسرح، فكانت البداية مع "الطوفان"، التي برزت من خلالها موهبته في الكتابة المسرحية ، ليقدم بعد ذلك اروع الاعمال ، تموز يقرع الناقوس ، عقدة حمار ، ، الحصار، المتنبي، نديمكم هذا المساء، مقامات أبي الورد، المومياء، وليتفرغ لكتابة السيناريو التلفزيوني، وكانت الذئب والنسر وعيون المدينة، أروع وأنجح ما قدمته الدراما العراقية ، لتتوالى بعدها الاعمال الكبيرة ، الايام العصيبة ، حكايالت المدن الثلاث . 

عادل كاظم طريح الفراش اليوم، وهو يعاني من إهمال الحكومة مرتين، الأولى، عندما لم تكلف وزارة الثقافة نفسها بالسؤال عن رجل الدراما الأول في العراق ، والثانية بإهمال إعادة طبع أعماله المسرحية، وهو إهمال أقرب إلى الاغتيال المعنوي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram