عمــار ســاطع
وهذه إحدى الأخطاء الفادحة التي كنتُ قد تحدثت عنها من قبل، والتي تُلزمنا ان نتكلم عنها بشكل تفصيلي أكثر، لأنها تكشف عن مدى حالة الاستخفاف التي ينظر بها إليها السلوفيني كاتانيتش مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم الى سمعة الكرة العراقية أولاً وبقاعدة المنتخب الجماهيرية العريضة ثانياً،
وإلا لما ظهرت هذه القائمة التي تم استدعاؤها من قبلهِ لمواجهتي الأردن واوزبكستان المفترض إجراؤها في مدينة دبي الاماراتية ضمن منهاج تحضيرات اسود الرافدين لما تبقى من جولات التصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022!
نعم.. خطأ يلي خطاً وهكذا دواليك، فنحن نعيش مع عهدة مدرب جلس في دولته سلوفينيا ولم يتواجد على أرض الواقع منذ شباط الماضي، وحتى قبل يومين من موعد انطلاق منافسات الدوري الكروي، والنتيجة أن قائمته بقيت ثابتة دون أن يكترث لما حصل من متغيرات بدأ من جائحة كورونا مروراً بتوقف المسابقة للموسم الماضي وصولاً الى تحضيرات الفرق ومبارايتها التجريبية ومن ثم انتهاء جولتين من المسابقة، فمن يتحمل هكذا استخفاف وصل لمرحلة المراوغة مع نقاد وصحفيين وجماهير، بل وحتى هيئة تطبيعية تقود الكرة العراقية، فحصل ما حصل من ضجة تشبه الى حدٍ ما بثورة الغليان والمواجهة معه من قِبَلِنا!
وأسأل.. أين اللجان التي شُكلت من الهيئة التطبيعية بهدف مناقشة المدرب وكادره المساعد في كل صغيرة وكبيرة، بل وأهمها تلك الاسماء التي ظهرت والتي يختلف عليها كل المقربين من كرة القدم العراقية أو العارفين بتاريخها الطويل، أو المتابعين الذين يعرفون بمستويات اللاعبين الفنية.. نعم.. كاتانيتش يستهزئ بتاريخ كرة القدم العراقية وحاضرها، فمن غير المعقول أن نترك (الحبل على الجرار) ونبقى نتفرج على هكذا مهزلة تقع أمام أنظارنا ونبقى نسكت عليها!
قائمة أقرب ما يمكن أن نقول عنها بأنها (كلاسيكية) أكل عليها الدهر وشرب، تفتقر الى الحيوية والنضوج ويُعاب على من أقرها، بأنه لا يفقه أي شيء في علم التدريب الواقعي، فهناك لاعبون لم يكن تواجدهم سوى ضحك على الذقون، مثلما كانت هناك اسماء لا تستحق أن تلعب في المنتخب في الوقت الراهن على أقل تقدير، إما لهبوط مستواها أو لكونها لم تكن مؤثرة مع فرقها في أول جولتين من مسابقة الدوري، أو لم تكن في الحالة الايجابية التي يمكن أن تستدعى!
أيها الأخوة.. إن الدوري الكروي هو الميزان الفعلي والمنظار الأكثر فاعلية، للبحث عن الإمكانيات والمستويات الفنية للاعبين، وهو الصفحة الناصعة التي تُبين كل شيء على حقيقته، دون تمييز أو تحريف.. وعيون مدربي المنتخبات الوطنية دائماً ما تكون حاضرة لتكشف وترى كل شيء لتشخيص الأفضل والأكمل والأميز حتى يجد كل اسم فعال ومهم موقعه في صفوف المنتخب الوطني، وهو شرف ما بعده شرف في تمثيل الوطن في المحافل الخارجية!
لست هنا بصدد البحث عن الاستقرار الفني، فالمدرب وكادره متواجدين حتى نهاية آب أغسطس من العام المقبل، إلا إذا استجدت الكثير من الأمور، كما انني لست هنا بصدد عرض أسماء اللاعبين التي تم الإعلان عنها لمباراتي الاردن واوزبكستان الوديتين، كون التشكيلة التي ظهرت، هي ثابتة منذ عام تقريباً، اذا ما استبعدنا المحترفين أو المغتربين، فالتشكيلة ذاتها ولم يطرأ عليها أي تغيير، ولكن من المعيب جداً أن نجد اسماء لاعبين لم يكونوا سوى رقماً مكملاً في فرق أنديتهم، فكيف بهم يكونون مع المنتخب، وهذا إن دَلَ على شيء، فإنما يدل على أمرين لا ثالث لهما، فإما أنه يعيش مرحلة فقر الفكر التدريبي والافتقار الى التركيز الذهني الصائب، أو أن المدرب لا يريد أن يغير من نهجه ومسيرته ويريد أن يمضي بِالأمور بالشكل الذي رسمه لنفسه وكادره التدريبي وهي مرحلة البطئ بكل شيء، وإلا كيف نفسر أن المدرب لا يستدعي لاعبين مهمين وبارزين وكان تواجدهم مؤثراً جداً في غضون جولتين ماضيتين من عُمر مسابقة الدوري!
أقول وللإمانة.. فأن اختيار اللاعبين هذه المرة، لم يخضع الى التأثيرات أو الضغوطات، وكان المدرب حراً في مسألة استدعاء التشكيلة (الكلاسيكية) كما قلت، وهو أمر ربما يحدث للمرة الأولى منذ سنوات.