اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بغداد بين أنقرة وطهران

العمود الثامن: بغداد بين أنقرة وطهران

نشر في: 26 ديسمبر, 2020: 09:21 م

 علي حسين

عندما دخل الجنرال ديغول باريس منتصراً، بعد الحرب العالمية الثانية، كان من بين أوائل التوقعات أن يذهب إلى ساحة النصر ليحيي الجماهير التي وقفت طوابير تهتف باسمه، لكنه غير مسار طريقه ليتوقف أمام تمثالين، الأول لكليمنصو الذي وقع وثيقة النصر في الحرب العالمية الأولى، والثاني لنابليون الذي جلس ساهماً وهو يوقع على بنود هزيمته، وحين شاهد الحيرة على وجوه مرافقيه، بادرههم بالقول:

"المستقبل للمنتصر، لكن علينا أن لا ننسى دروس الهزيمة"، وكانت تلك بالنسبة لقادة الجيش مفاجأة، فهم كانوا يريدون أن يقولوا للجنرال إنهم خاضوا معارك التحرير من أجل نسيان الماضي، لكن الجنرال يدرك جيداً أن الحروب تخلق الأسى والوحشة في النفوس.

تكررت في الأيام الأخيرة ظاهرة لا وجود لها إلا في هذه البلاد المغرقة في الخطابات والشعارات، تتلخص بمحاولة البعض أن يطمس دور المقاتل العراقي في تحرير بلده من عصابات داعش، ومنذ تحرير الموصل ونحن نسمع نفس النغمة ان ايران كان لها الفضل في القضاء على داعش .

عندما كنا ننتقد أداء الأجهزة الأمنية ونطالب بالحفاظ على قيمة الجيش والقوات الأمنية، فهذا لأننا نريد جيشاً وطنياً يكون للعراق والعراقيين جميعاً بعيداً عن الانتماءات الحزبية، وليس جيشاً يدافع عن فشل الغراوي ويهتف باسم كنبر، ويخشى الجماعات المسلحة التي تريد ان تقول ان العراق ملك لها .

اليوم وغداً سنرفع شعار "حافظوا على الجيش العراقي من أذناب الفاشلين، ومن السياسيين الفاشلين الذين يحلمون أن تكون هذه القوات داعماً لهم للسيطرة على مؤسسات الدولة، حافظوا على الجيش من الذين يتخيلون أن حل مشاكلهم سيكون بإلقاء القبض على المختلفين معهم في الرأي". 

اليوم من حقنا أن نطالب بأن يكون للجيش الدور المحوري في التصدي للفوضى التي يريد لها البعض ان تعم في هذه البلاد ، وعلينا جميعاً أن نقف احتراماً وتقديراً لكل مقاتل قرر أن يرفع شعار العراق اولا وثانيا وثالثا .

وفي ظل الفوضى التي يراد لها ان تعم وتنتشر ، هناك من يدافع عن حق تركيا في قصف العراق ، ونجده يكتب منتشيا ان انقره ستنقذ بغداد من الافلاس ، وان السلطان اردوغان سيدفع المليارات من اجل عيون العراقيين.

ياسادة العراقي يحتاج ليكون ساذجا تماما وربما فاقدا للذاكرة لأقصى درجة ليصدق ان تركيا تريد ان تنقذ العرق من الافلاس ، وان طهران تفضل مصالح اهالي بغداد على مصالح اهالي طهران ، فالناس تدرك جيدا أن بعض السياسيين ساهموا ويساهمون في تقديم العراق على طبق من فضة إلى دول العالم كافة، ويدركون أن كثيرا من السياسيين لهم قدم في بغداد وأخرى في طهران او انقرة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

 علي حسين تنقل لنا الأخبار، بين الحين والآخر، عدداً من البشارات أبرزها وأهمها بالنسبة لهذا الشعب " البطران " هو الاجتماع الأخير الذي عقده الإطار التنسيقي ، وفيه أصدر أمراً " حاسما "...
علي حسين

قناطر: الجامعة العراقية وفخرية الدكتوراه لضياء العزاوي من لندن

طالب عبد العزيز تنهدم البلدان بتخليها عن تقاليد شعوبها، وقد أثبتت التجارب في المجتمعات العريقة المحتفظة بتقاليدها أنَّ ذلك هو الصواب. ولسنا في وارد الحديث عن التقاليد، أيِّ تقاليد إنما ما هو حياتيٌّ، ونبيلٌ،...
طالب عبد العزيز

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

د. اسامة شهاب حمد الجعفري يحتل قانون الاحوال الشخصية في حياة الفرد مركزا حساساً لارتباطه ارتباطاً وثيقاً بتنظيم حياته الاسرية وتعلقه بمعتقدات الفرد ومركزه الاجتماعي. فمن الطبيعي جداً ان تتجاذبه الاراء خاصة وانه اضاف...
د. اسامة شهاب حمد الجعفري

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

د. طلال ناظم الزهيري في عالم محكوم بالصراع والتنافس، تظهر مفاهيم وممارسات جديدة تقود هذا التنافس وتتحكم في إيقاعه لصالح طرف أو آخر. واليوم، ومع المد الجارف لمواقع التواصل الاجتماعي ودورها المؤثر في تشكيل...
د. طلال ناظم الزهيري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram