اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: صاحب الحمالات

العمود الثامن: صاحب الحمالات

نشر في: 24 يناير, 2021: 10:24 م

 علي حسين

كنت أنوي الكتابة عن المسكين رئيس أركان الجيش الأسباني الذي وجد نفسه في ورطة ولا بد من أن يقدم اعتذاره ومعه استقالته بسبب الانتقادات التي وجهت له، وقبل أن أقرأ تفاصيل الخبر تصورت أن رئيس الأركان راودته نفسه على المال الأسباني العام فحول لحسابه بضعة ملايين من عقود وزارة الدفاع،

أو أنه استخدم نفوذه العسكري واستورد أجهزة لكشف العطور بدلاً من المتفجرات، لكن حين قرأت الخبر اكتشفت أنني أتجنى كل يوم على سياسيينا حين أتهمهم بالفساد وسرقة المال العام والترويج للطائفية، فالجنرال الأسباني ارتكب جرماً أشد وأقبح، فقد قام عدد من الضباط بأخذ جرعة من لقاح كورونا رغم أنهم ليسوا من فئات الأولوية، حيث تم اتهامهم بـ"الاستفادة من امتيازات غير مبررة"، ومثلما أطاح لقاح كورونا بكبار الضباط في جيش أسبانيا، فقد أطاح الوباء اللعين بواحد من أبرز مقدمي البرامج الذي أصبح بمرور الأعوام جزءاً من الشاشة بأكمام قميصه الملفوفة، وربطات العنق متعددة الألوان التي كان يضعها، والحمالات والنظارات الكبيرة ، والنظرة الثاقبة كأنها تكشف أسرارالضيف الذي أمامه. لاري كينغ الثمانيني الذي غادرنا قبل أيام كان قد عمل لأكثر من ستة عقود متواصلة تنقل فيها بين الإذاعة والتلفزيون، أجرى خلالها 60 ألف مقابلة ارتبطت بأحداث العالم الذي صار جزءاً من برامجه التلفزيوني ، في شبابه كان يحلم بوظيفة صغيرة يعيل بها أمه وشقيقه ، لكن حب المغامرة سيدفعه باتجاه الإذاعة، هناك سيُطلب منه تغيير اسمه، فمن يستطيع نطق اسم "لورنس هارفي زايغر"؟ قال إن اسمه الجديد لاري كينغ كان بشارة خير عليه. المذيع المتفرس في وجوه ضيوفه كان يعشق الكوميديا ، قال في حوار نشرته معه الشرق الأوسط " لو لم اكن إعلاميا لاخترت الكوميديا الارتجالية " ، عندما تستمع إليه تتصور أنك تقرأ نصا ادبيا ممتعا ، أو تشاهد فيلماً مشوقا ، فيه البطل وضيوفه يحافظون على رزانة الاعلام ، ولايلقون دروسا في الوطنية على المستمعين مثلما كان يفعل " النجم " احمد الملا طلال ، ولا يدخلون في منازعات " بوقية " لا تحترم مهنة الاعلام ، ولن يجد المشاهد نفسه امام صرخات، ولوثات لضيوف يناصبون الشعب العداء لأنه يتآمرعلى رمز العملية السياسية ، ولن يجد المشاهد نفسه ينظر الى قفشات عباس البياتي او دروس حمد الموسوي في " النهب المصرفي " عندما سئل لاري كينغ عن قواعده في العمل، قال " إنه خلال مقابلاته لا يستخدم كلمة أنا ، ولا يدلي برأيه، ويوجه أسئلة قصيرة، ويحرص على أن يكون مُطلعا وملماً بالأشياء والشخصيات التي يحاورها، وأن يكون ممتعاً " ، والاهم لايقدم اخبارا ملفقة من عينة ان بغداد ستحول الى جنة ارضية خلال أشهر قليلة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. KhalidMuften

    لم يستقل اي مسؤول عراقي مهما كثرت اخطائه ولسبب لانهم فضلوا مكاسبهم الشخصية على مصالح البلاد والعباد .

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

 علي حسين تنقل لنا الأخبار، بين الحين والآخر، عدداً من البشارات أبرزها وأهمها بالنسبة لهذا الشعب " البطران " هو الاجتماع الأخير الذي عقده الإطار التنسيقي ، وفيه أصدر أمراً " حاسما "...
علي حسين

قناطر: الجامعة العراقية وفخرية الدكتوراه لضياء العزاوي من لندن

طالب عبد العزيز تنهدم البلدان بتخليها عن تقاليد شعوبها، وقد أثبتت التجارب في المجتمعات العريقة المحتفظة بتقاليدها أنَّ ذلك هو الصواب. ولسنا في وارد الحديث عن التقاليد، أيِّ تقاليد إنما ما هو حياتيٌّ، ونبيلٌ،...
طالب عبد العزيز

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

د. اسامة شهاب حمد الجعفري يحتل قانون الاحوال الشخصية في حياة الفرد مركزا حساساً لارتباطه ارتباطاً وثيقاً بتنظيم حياته الاسرية وتعلقه بمعتقدات الفرد ومركزه الاجتماعي. فمن الطبيعي جداً ان تتجاذبه الاراء خاصة وانه اضاف...
د. اسامة شهاب حمد الجعفري

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

د. طلال ناظم الزهيري في عالم محكوم بالصراع والتنافس، تظهر مفاهيم وممارسات جديدة تقود هذا التنافس وتتحكم في إيقاعه لصالح طرف أو آخر. واليوم، ومع المد الجارف لمواقع التواصل الاجتماعي ودورها المؤثر في تشكيل...
د. طلال ناظم الزهيري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram