TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: غلطانة يا بلاسخارت!!

العمود الثامن: غلطانة يا بلاسخارت!!

نشر في: 2 فبراير, 2021: 10:21 م

 علي حسين

قبل هذا التاريخ بثلاثة أعوام بالتمام والكمال وقف المسؤول الإيراني علي أكبر ولايتي ليلقي كلمة في المؤتمر التأسيسي للمجمع العراقي للوحدة الإسلامية، عندها أعلن وبصراحة أن "الصحوة الإسلامية لن تسمح للشيوعيين والليبراليين بالعودة إلى الحكم"..

وكان يمكن لهذه العبارة أن تمر مرور الكرام، لو أن السيد همام حمودي، وكان حينذاك نائباً لرئيس مجلس النواب، لم يخرج علينا ليقول إنه يتفق مع السيد ولايتي .قد يبدو هذا الخبر مثار سخرية للذين يرون أن "جنابي" لا يمل ولا يكل في البحث عن "الدفاتر" القديمة، ويرفض النظر بعين الرضا إلى الواقع ونحن نعيش الديمقراطية في أزهى عصورها.. ولكن يا عزيزي ما قاله السيد ولايتي كان مقدمة لما يحصل اليوم، وإلا ماذا تسمي رحلة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق إلى إيران، وانتظارها الإشارة من طهران لكي تجري الانتخابات بلا مشاكل، في الوقت الذي نجد ساسة ومسؤولين يتفاوضون مع أردوغان على موضوعة الانتخابات أيضا؟ .

سبعة عشر عاماً والبعض لا يريد للعراق أن يتغير، الذين يصرون على تغييره هو الأدوار التي يلعبونها بين الحين والآخر، والنتيجة أننا نعيش في ظل علل الساسة ونوازعهم الطائفية، منذ أيام والجميع سعيد بأن بايدن سيتفاوض مع إيران، والحواس متيقظة لمتابعة ما سيقوله السلطان أردوغان عن الانتخابات العراقية، ولكن، مَن يعرف على وجه الضبط لماذا يغيب العراق من ضمائر ساسته، ولكنه يحضر في ساحات القتال على المناصب والامتيازات؟.

منذ ان شاهدت السيدة بلاسخارت اول مرة ايقنت انها تتمتع بروح فكاهية وقدرة غير عادية على اصطياد "القفشات المسلية"، وتوليد النكتة من رحم أكثر المواقف كآبة وجهامة، وعلى هذا الاعتبار سمعنا بيانها عن ضرورة اطلاع دول الجوار على التحضير للانتخابات في العراق، وفاتها أن الإيرانيين يذهبون كل أربع سنوات لانتخاب رئيس واعضاء مجلس النواب ، ولم نجد مسؤولاً إيرانياً أو أممي ناقش الأمر مع العراق، أو أن إيران سمحت لدولة خارجية أن تتدخل في شؤونها الداخلية.

يا سادة، العراقي يحتاج إلى أيكون ساذجاً تماماً، وربما فاقداً للذاكرة، لأقصى درجة ليصدق "الأسطوانة المشروخة" التي ترددها السيد بلاسخارت عن نزاهة الانتخابات ودور الأمم المتحدة وعن دعم المنظمة الدولية لشباب الاحتجاجات، فالناس تدرك جيداً أن السيدة بلاسخارت ترى أن دور الأمم المتحدة هو تقديم العراق على طبق من فضة إلى دول الجوار.

ماذا تسمّي عزيزي القارئ بعثة للأمم المتحدة لا تزال تنتظر الإشارة من إيران للتحضير للانتخابات، وما الاسم الذي تطلقه على ساسة ومسؤولين اجتمعوا في إسنطبول لتشكيل كتلة للانتخابات القادمة ؟.

السيدة بلاسخارت.. العراق يستحق اهتماماً أفضل، ومواطنوه في حاجة إلى أمم متحدة لها مواقف داعمة لمطالب الناس، غير تلك الزيارات " المكوكية " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. Anonymous

    محد يفيد العراق والعراقيين غير انفسم ، لاجيران ولا اللملوم يفيدنا

  2. Anonymous

    تحليل دقيق

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram