TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حالتنا المستعصية!!

العمود الثامن: حالتنا المستعصية!!

نشر في: 10 فبراير, 2021: 10:35 م

 علي حسين

ما أن انتهيت من قراءة الخبر الذي يقول إن عراقياً قتل أبناءه الثلاثة شنقاً حتى الموت، وكان أكبرهم يبلغ من العمر تسع سنوات بينما تبلغ الفتاة الصغيرة خمس سنوات وشقيقها الآخر ثماني سنوات، حتى وجدت أن هناك خبراً أكثر إجراماً حيث قامت امرأة برمي طفلة تبلغ من العمر عامين في النهر، ثم ذهبت مطمئنة لتكمل يومها ..

قبل أيام نشرت الصحافة البريطانية خبراً يقول إن امرأة اعتقلتها الشرطة لأنها تركت ابنتها الصغيرة في السيارة وذهبت إلى المتجر، ووصفت الصحافة فعلة المرأة بأنها "مشينة".

اكتبت هذه المقارنة وأنا اشعر بالأسى والألم لحجم الوحشية والسادية التي ترسخت في نفوس البعض، وكيف أن المجرم يتلذذ بشنق أبنائه لأنه يريد أن يغيض أمهم. سيقول البعض ان القتل واحد ألم يلتذذ القناص وهو يصطاد شباب في عمر الورد جريمتهم الوحيدة انهم خرجوا ضد الفساد والمفسدين ، اليست هذه جريمة لاتقل عن جريمة المرأة التي رمت ابنتها في النهر ..والجريمة الاكبر عندما تسأل ماذا فعلت الدولة للثأر من قتلة المتظاهرين؟، ولماذا لم تعلن نتائج التحقيقات في جرائم كاتم الصوت، رغم أن القضاء صدع رؤوسنا بالشفافية وحكم القانون؟ سيقولون لك هذه أسرار وأمن وطني.

ستقولون هذه حالة شاذة، وماذا عن مشاهد القتل والتعذيب التي نتفنن بها ، ماذا عن جريمة الاغتصاب التي فاحت رائحتها من سجوننا " العتيدة " التي تركناها عهدة بيد حزب الفضيلة .

هل بدا التوحش في هذه البلاد منذ اللحظة اتي قررنا فيها ان نقتل بدم بارد العائلة المالكة ؟ ، من قرأ منكم هذه الشهادة المثيرة للأسى: "رمى جندي للجموع جثة الوصي عبدالإله فجرّدتها من الملابس وراحت تسْحَلها عارية في شوارع بغداد إلى أن علّقتها على سياج أحد الفنادق، فهجم حشد من الناس وأخذوا يقطّعونها، ثم أنزلوا بقايا الجثة لتُسحل، وهناك طَعن شاب الجثة بحرْبة فخرجت الأمعاء فالتقطها رجل آخر ولفّها حول عُنقه وراح يرقص فرحاً".

كل ما نراه من على شاشات الفضائيات من انهيار لقيم الحياة، هو صناعة سياسية خالصة، فبأيدي ساستنا الأشاوس كتبت أسوأ الصفحات في تاريخ الإنسانية، لاتزال صرخ " المناضل " علي صالح السعدي يتردد صداها يأمر حرسه "القومي" : اسحقوهم حتى العظم ، " الكل مشغول بابتكار وسائل جديدة لترويض هذا الشعب : فلا مكان لانفاس الذين نختلف معهم

من أوصلنا إلى مشهد قتل طفلة عمرها عامين، ومن قبله مشاهد كانت فيها الناس تقتل بدم بارد، حيث يرى البعض فيهم أقواماً خارجة على الملّة.. موهمين البسطاء أن طريق الجنة مفروش "لاصحاب كواتم الصوت " وأن الوحشية مفتاح الإيمان؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram