قصي عطية
المقابرُ تسير نحونا
والصّمتُ يرسم دوائر الخوف
على جباهنا
وجوهٌ غارقةٌ في نعاسها
وعيونٌ مفتوحةٌ على الأبد
نتبع الخوفَ الذي
يعزف على قيثارة راعٍ مجنون
نعدو حفاةً..
نلوذ بقرون الماعز في الحقول
يستيقظُ الطّفلُ النّائم في أعماقي
أجثو على ركبتيَّ،
وأبكي..
أتوهُ في الفراغ
أدخلُ في سُرّة الأرض
كوابيس
سراديب
قطعانٌ من الوحوش
أنادي باسم أختي التي أضعتها
ستزجرها أمّي، ويُوبّخها أبي
أمشي مُدمَى القدمين
أصادفُ أُناساً بوجوهٍ غريبة
أحادثهم بلغةٍ لا يفهمونها..
***
اللّيلُ لا ينام في بلدتي،
ولا البحر أيضاً...
موجٌ يعلو... ويهبطُ
والقمر مُتّكئٌ على خاصرة اللّيل
يدندنُ، يترنّح سَكِراً
ضوءُه سردابٌ...
والسّماءُ تزرعُ نجومَها
على صفحةِ البحر الهادر
لا يُعكّر صفوَ خلوتي سوى
بعض الأصوات
لكلابٍ شاردة.
اللّيلُ لا ينام في بلدتي،
ولا أنا أيضاً..
السّبت 10/ 09/ 2016