(( يتميز السرد في رواية ( الهشيم ) بميزتين أولهما أن هذا السرد يتم باستخدام ضمير المخاطب طوال الرواية
ولذلك يصبح السرد قطعة طويلة من المناجاة النفسية وثانيهما أن القاص لا يستخدم الفعل الماضي في القص؛ بل يستخدم المضارع، ويستخدم الماضي والماضي الناقص في الحالات التي يتم فيها الارتداد الى احداث ماضية ..بينما يستخدم الفعل المضارع في القص الحاضر بحيث يعزز من ايهام القارئ بأن الاحداث تدور في الحاضر. ويشير بوتور الى أن هذه الصيغة في السرد تستخدم عند بعض الكتاب مثل فولكنر مثلا ..
الدكتور شجاع العاني
( ويزداد جهاد مجيد ولعاً في علاقته مع التاريخ المتخيل الذي برع تماماً في توفير سرديات خاصة بإحداث ووقائع تمنحه صفة اقرب الى الحقيقة ، حتى تستولد طاقة وقوة لشحن السرد بمستلزمات بنائية ، تجعله مجموعة من الحقائق التي حصلت بمرحلة ما من تاريخ عميق . استعادة جهاد مجيد وابتكر له مكملات التخييل من أسماء كهنة وكتبة في لعبته مع التاريخ ، يتجاور معه فعلاً ويطلع عليه عبر مصادره من اجل زيادة الإيهام وتفعيل خاصيته اللعبية عندما يكتب ونعرف بأنه استعان كثيراً من المصادر عندما كتب روايته المهمة « دومة الجندل « حتى ذهب الى أكثر من ذلك واستعان بالخطط ورسم الخريطة ووظفها علامة سيميائية عززت طاقة السرد في تحديد الوقائع والخطط .
ناجح المعموري
جهاد مجيد قد خلق لنا تاريخا كاملا شديد الصدق في خداعه ودقيق الوضوح في تمويهه وبالغ الواقع في حبكته. تاريخ لا يمكن نكرانه ولا يمكن قبوله والتسليم به في نفس الوقت. ولعل هذا هو الاساس النفسي للكيفية التي تعامل بها الفنان مع وقائع التاريخ أو الكيفية التي (يؤسطر) بها رؤاه. انّ كل الخراب والتمزق ووحشية الانسان التي يتحدث عنها موجودة وقائمة أمام أعيننا وفي تلافيف ذاكرتنا ولكن (النظام) الذي وضع فيه سلسلة حوادثه وشخوصه هو (النظام) جديد صنعته رؤى وأنامل فنان حاذق .
حسين سرمك