د. ياسر عبد الحسين
ولد الشاعر الأديب والقاضي محمد بن يحيى بن عبد القادر بن بكير بن محمد بن الشيخ علوان الحموي الهيتي بن عطية بن حسين بن محمد الحدادي الحسيني الشافعي الشاذلي،
في محلة الشيخ صندل، في الكرخ ببغداد، على الأرجح سنة 1898 م. "وقد اشتهر بـالهاشمي نسبة إلى بني هاشم، لأنه حسيني".
كان يكتب المقالات الأدبية والتأريخية وينشرها في: (المقتطف، والهلال، والمقطم). وعند تأسيس الحكم الفيصلي في ديار الشام عام 1920، أبرقت الحكومة لشاعرنا بوجوب المثول إلى دمشق، وسافر إلى دمشق، وفيها قامت الحكومة بطبع أول ديوان له، وهو "عبرات الغريب"، سنة 1919 م.
وبعد إسقاط الحكم الفيصلي (يوم 28 تموز 1920)، نفي شاعرنا إلى جزيرة (أرواد) لمدة 100 يوم. وبعدها أفرج عنه، وعاد إلى بغداد، على الأرجح نهاية تشرين الثاني عام 1920 م.
ودخل (مدرسة الحقوق)، (1921-1925 م)، وتخرج بدرجة امتياز، بعد أن نال شهادة الحقوق منها.
ثم عمل في وزارة الدفاع لمدة سنتين، ثم انتقل منها إلى (البلاط الفيصلي)، ولم تطل مدة اشتغاله فيه، ثم اشتغل شاعرنا بالمحاماة لكي يحظى بحرية العمل، ثم عمل بمنصب "كاتب أول"، في 26 آيار 1927، في حاكمية الحلة. وهكذا فقد خدم في القضاء أكثر من ثلث قرن، وتنقل بحكم منصبه في معظم أنحاء العراق، حتى انتهى به المطاف إلى رئاسة المجلس الشرعي السني في بغداد، ثم انتدب حاكماً في محكمة تمييز العراق، وبقى فيها حتى أحيل على التقاعد في 18/6/1961 م، بمقتضى المرسوم الجمهوري المرقم بـ (294) والمؤرخ في محرم 1381هـ/ 18 حزيران 1961 م وقد أصيب شاعرنا محمد الهاشمي بداء عضال قد ألزمه داره منذ سنة 1967، حتى وافاه الأجل في بغداد، ظهر يوم الجمعة، 9/11/1973 م، ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي، في كرخ بغداد.
ولعل خير شهادة بحق كتابه (المثاني، الجزء الأول) هو ما كتبه العالمان الجليلان محمد بهجة الأثري، والدكتور مصطفى جواد، في مقدمة كتابه (المثاني)، الجزء الأول، بغداد، مطبعة الإيمان، سنة 1382/ 1962، حيث جاء فيها:
"وشعره من مفاخر الشعر العربي في العراق، ففي ديوان المثاني مثلا ضمن كل بيتين غرضا مستقلا، وقد نحا في ذلك منحى المعري حينا، ومنحى الخيام حينا آخر، من حيث النقد الاجتماعي، ولكنه ينفرد عنهما بطابعه الخاص، وتفكيره العصري، مع غلبة الإيمان عليه، وتغليبه النظرة الأخلاقية والإصلاحية.
وقد تناول في هذا الديوان الحياة الإجتماعية، والحياة العقلية، والسياسية من أطرافها، وتغلغل في الطبائع، والأخلاق، والغرائز، فوصف ونقد وسخر وافتن ما شاء، وتهيأ له، في هذا الباب ما لم يتهيأ لشاعر من قبل، غير أبي العلاء المعري، وأنه ٱلتزمَ في هذه المثاني ما ٱلتزم أبو العلاء من لزوم ما لا يلزم، في القافية فكأنه أراد بذلك أن يكون معريا آخر".
والجزء الثاني من (المثاني) هو نفس نمط الجزء الأول، وقد طبع على نفقة المحقق بعد أن تخلى الشخص الذي تكفل بطبعه، حفاظا على هذا الأرث الثقافي العراقي والإنساني من الضياع والإندثار. وقد طبع في مطبعة الفاضل ببغداد، نهاية كانون الأول 2020، ويقع الكتاب في 420 صفحة، والمحقق الذي استمر في تحقيقه لأكثر من سنتين، بمعدل ثمان ساعات يوميا، هو الأستاذ الصديق الدكتور جاسم عبد مزعل العبودي، الذي ولد على الضفة الشرقية على ستة أمتار من نهر الفرات، في قضاء المشخاب؛ الواقع جنوب النجف بحوالي 32 كم، وعن بغداد بحوالي 192 كم جنوبها؛ المدينة السومرية، ذات الكرم والخلق الرفيع، مدينة أهلها إما شاعر أو محب للشعر والثقافة، مدينة العنبر وهو أشهر وأطيب رز في العالم ، أكمل دراستها الثانوية في ثانوية العزة فيها، وفي عام 1967 هاجر إلى بغداد، حيث قطن في الضفة الغربية من مدينة الكاظمية على بعد 150 م من دجلة الخير، و50 م من ضريح الكاظمين.
حصل على دبلوم بامتياز تعليم من معهد الملعلمين للتربية الأساسية في أبي غريب (1967-1969) في بغداد، وكان ترتيبه السادس، لذا عين في 11-3-1970 معلماً ضمن الاثني عشر فقط من معهده، وكان نصيبه في بغداد، ولكن زميلاً له، بواسطة أخذ مكانه، وأرسل هو إلى الكوت.
سجن من 2-10-1972 إلى 28-12-1972، ووصل للإعدام بحجة معارضة النظام، ثم منع من السفر إلى 20-5-1980، حصل على بكلوريوس من كلية الأداب (1973-1977) بدرجة جيدا. انتقل إلى التعليم الثانوي ودرس في إعدادية الكاظمية للبنين، أكمل الخدمة العسكرية متأخرا لمدة سنتين وثلاثة أيام (1977-1979)، كانت يكتب مقالات إجتماعية تربوية في مجلة (الأجيال) التي تصدرها نقابة المعلمين في بغداد.
وصل إلى مدريد في 22-10-1982 مع عائلته، فحصل على بكلوريوس أخرى في على فقه اللغات السامية من جامعة مدريد (كوملبوتنسى)، حتى تكون شهادته نفس درجة الشهادات الأوربية. ورغم قطع منحته من قبل وزارة التربية بناء على تقارير البعثيين ، أكمل دراسته، وحصل على الماجستير والدكتوراه في فقه اللغات اللغات من نفس الجامعة، عام 12-11-1990 التي قامت بطبع أطروحته على نفقتها.
منحته وزراة التربية الأسبانية الشهادات التالية لسيرته العلمية ومؤلفاته وهي: أستاذ دكتور، أستاذ مساعد دكتور، وأستاذ محاضر دكتور، وربما هو العراقي الوحيد الذي يحصل على هذه الشهادات.
هو معروف على الصعيد الأسباني والأوروبي علمياً، له مؤلفات كثيرة بالعربية والأسبانية، ومنها (مسالك الأندلس للادريسي في القرن الثاني عشر) الذي طبعه المجلس الأعلى للبحوث العلمية، وهو أعلى مؤسسة علمية في أسبانيا، وجل كتاباتها حول الأندلس، ولم ينس العراق فقد أفرد له كتاب (حب ووطن)،الذي يتناول أشهر الكفاءات الأدبية العراقية.
كتاب المثاني يتضمن
أ- مقدمة ديوان المثاني (ج 2):
1- نسبه 2- دراسته 3- حياته العملية والعلمية 4- نشاطه السياسي 5- المعهد العلمي والشاعر 6- نشاطه الصحفي 7- مؤلفاته المطبوعة 8- آثاره المخطوطة 9- نماذج من علاقات الشاعر 10- بدايات شعره 11- وفاته.
ب - تحقيق ديوان المثاني، الجزء الثاني:
1- نشر الديوان 2- نسخ الديوان 3- تحقيق الديوان 4- تقريظ الديوان 5- أسلوبه 6- شهادة شاهد عيان 7- الأغراض الشعرية 8- بغداد والعراق في شعر الهاشمي 9- فلسطين وإسرائيل 10- الوحدة المصرية السورية 11- موقفه من المعممين 12- الشيوعية والبلشفية 13- الجيش العراقي 14- حزب البعث والحرس القومي 15- المرأة والغزل والحب.
جميع التعليقات 1
د. جاسم العبودي
احسنت د. ياسر وبارك الله فيك ..عرض مميز ومقتضب لديوان المثاني ج ٢ ..امل ان يكون نافعا لمحبي الثقافة والادب لانه هو وثيقة مهمة عن العراق