ترجمة : عدوية الهلالي
يعد ( كويني ) حالياً أفضل الكتب مبيعاً في بريطانيا وقد تمت ترجمته الى الفرنسية وسيتم تحويله قريباً الى مسلسل تلفزيوني ..
و( كويني ) هي الرواية الأولى للكاتبة كانديس كارتي ويليامز وتؤرخ الحياة اليومية لأمرأة سوداء شابة في لندن ..
فمن خلال متابعة الحياة اليومية في لندن ، تروي كويني جينكينز ، وهي امرأة لطيفة تبلغ من العمر 25 عاماً تعيش انفصالاً رومانسياً متاعبها في العمل ، وكفاحها في العثور على سكن ، وظهورالأعراض الأولى للاكتئاب عليها والطريق البطيء لإعادة بناء ذاتها ... ويبدو أن جميع عناصر الرواية تؤهلها لتحصد النجاح وتتحول بالتالي الى مسلسل تلفزيوني ، فهي من أكثر الكتب مبيعاً حالياً وتم بيع أكثر من 300000 نسخة منها في بريطانيا العظمى ، وأكثر من 100000نسخة في الولايات المتحدة ، كما استقبلت بالفعل بشكل جيد في فرنسا مع بيع أكثر من 8500 كتاب منذ صدورها عن دار كالمان ليفي في 368 صفحة في شهر شباط .
وتصف كويني ، التي تستقر في العاصمة البريطانية ، عملية الانتقالة السريعة، فهي ، التي كانت قد نشأت في أسرة أنجلو جامايكية ، لم تعد تجد معالم الطفولة هناك. في قرية بريكستون ، كما بحثت عبثًا عن الشركات الكاريبية التي اصطحبتها جدتها إليها. وعندما أدركت أنهم لم يعودوا ، بسبب الإيجارات التي يتعذر دفعها، بدأت تتساءل: "كيف أمكنهم زيادتها إلى درجة طرد الأشخاص الذين استقروا في بريكستون فقط لعدم تمكنهم من دفع الايجارات ؟" بينما وفي مكان آخر ، تمكن من كان لديه المال أن يبني حياته هناك ويساهم في بناء المجتمع؟
وتتحدث كويني جينكينز أيضاً عن جيل الشباب في الثلاثين من العمر الذين تغذوا على الخطاب حول الجدارة والدراسات الطويلة ،إذ يرحب سوق العمل الخيالي بـهم : "مرحباً بكم في عالم العمل الحر".لكنها ،وبعد العديد من التدريبات ، تجد الصحفية الشابة نفسها تعمل في صفحات "اليوميات" في إحدى الصحف اليومية. وعندما تقترح مواضيع اجتماعية حول عنف الشرطة ، فإنها تتلقى اعتراضاً ، مع حجج تعارض الطائفية مع العالمية.
ولكونها سوداء في المملكة المتحدة ، فهي تشعر بالتعب من تعيينها في منصب تابع ، ذلك أن لاشيء يشير الى اهتمام الدولة بحياة المجموعات العرقية الأخرى فحياتهم –وخصوصاً السود – لاتهم أحداً ، كما انهم لم يعودوا مهمين من الناحية التاريخية ، ويجب أن يعترفوا بأن هنالك اختلافات في الطبقة والعرق والجنس ..
وتؤكد بطلة كارتي ويليامز ذلك بقولها : "نحن النساء السود من المفترض دائماً أن نعرف كيف نبقى في مكاننا. ». وعلى مدار الرواية ، ستتعلم كويني بالتالي كيف تواجه الاستثناءات والصدمات العائلية.
أن تكون أسوداً في المملكة المتحدة هو إذن موضوع يمتد عبر الرواية، إذ تتذكر كويني الإشارات العنصرية والغريبة إلى جسدها ، من فناء المدرسة وحتى لحظات المواعدة مع الشباب . وهي تتذكر كيف دعا رفيقها الأبيض عمها مستخدماً كلمة " زنجي "، كما لم يعد بإمكانها عد الأوقات التي يخبرها فيها أحدهم عندما تظهر مشاعر الغضب من العنصرية العادية: "لقد كانت مجرد مزاح ، لاتهتمي. "
ناهيك عن تلك المشاهد التي تم فيها التحرش بها ، وتتقاطع تجربتها أيضاً مع تجربة أسلافها ؛ اذ تشرح خالتها ،على سبيل المثال ، كيف ، استخدموا اللولب الرحمي على النساء السود ، دون إخبارهن ، لمنعهن من الحمل".
رواية (كويني ) اذن هي قصة جيل أفرو أوروبي ، أوهي كيفية "الحصول على تجربة عنصرية في مساحة يغلب عليها اللون الأبيض"، والقصة مكتوبة بضمير المتكلم ، بوضوح مع التركيز على روح الدعابة ، إذ تدور فيها حوارات لاذعة عبر رسائل افتراضية مع مجموعة من أصدقاء بطلة الرواية، تلك المراسلات الفورية التي تتخلل ثلاثين فصلاً من هذه الرواية التي نتوقع مشاهدتها قريباً على الشاشة الصغيرة ...