ثائر صالح
يدرس عازفو كثير من الفرق الموسيقية التي تؤدي موسيقى البوب والجاز وأنواع الموسيقى "الترفيهية" في معاهد وكونسرفاتوارات الموسيقى التي استحدثت أقساماً خاصة للجاز والبوب والموسيقى الشعبية،
وقد يحصل البعض منهم على تأهيل موسيقي "كلاسيكي" ممتاز، فالموسيقى وقوانينها وقواعدها هي نفسها إن كانت كلاسيكية أو حديثة، ويتطلب العزف على الأدوات الموسيقية تأهيلاً وفق منهج علمي وعملي يناسب فرع الفن، وهناك موسيقيون لم يحصلوا على تعليم عال في مثل تلك المعاهد العالية، بل على التعليم الموسيقي الأساسي في المدارس أو عند أساتذة خصوصيين في طفولتهم، وأكملوا تعليمهم الموسيقي بجهدهم الشخصي واكتنزوا المعارف النظرية والعملية بدأبهم ونشاطهم اليومي دون أساس أكاديمي في الموسيقى.
من بين هؤلاء يبرز توني بانكس المولود في إنكلترا سنة 1950 وهو مؤلف أغاني وعازف الكيبورد المجدد في فريق جنيسيس الإنكليزي المعروف الذي تأسس في 1967 من قبل بانكس وأصدقائه في المدرسة. وكان بيتر غابريل المغني المنفرد لغاية 1975 عندما ترك الفريق، فحل محله عازف الدرامز فيل كولينز حتى توقف نشاطها لفترة بعد 1978، اشتهر بانكس وقتها بأسلوبه الخاص والمتميز في العزف على (الكيبورد)، وأصدر أول البوم منفرد في 1979، ثم في 1983 وقد استمر في العمل بمفرده حتى بعد عودة التئام فريق جنيسيس في 1980، وتعد جنيسيس من فرق الروك "التقدمي" التي عملت على تقديم مادة موسيقية راقية ومعقدة في بنائها النغمي، متأثرة بفرق أخرى أكثر شهرة سارت على نفس الدرب مثل البيتلز وبنك فلويد.
توجه نحو التأليف "الكلاسيكي" في 1995، فأصدر في 2004 و2011 تسجيلات مختلفة وفي 2015 أصدر مجموعة من أربع أسطوانات "A Chord Too Far" هي تجميع لما أصدره سابقا سوية مع الكثير من الأعمال التي أنجزها خلال مشاريعه المختلفة على شكل كتاب بغلاف سميك، فيه الكثير من المعلومات والصور الجميلة عن توني بانكس ونشاطه. صدر تسجيله الأخير في 2018 وكان بعنوان "خمسة".
بدأ بانكس يتعلم العزف على البيانو في الرابعة او الخامسة بمساعدة أمه، ثم في المدرسة بعد سن السابعة لكنه لم يتمتع بالدروس في صباه وحتى فقد اهتمامه بسبب معلم لم يتفاعل معه. لكنه لقى تشجيعاً من معلمه اللاحق الذي رأى حماسه الموسيقي في العزف. كان يستصعب قراءة النوطة، فمال الى العزف على السماع، وهذا أوصله إلى الارتجال ثم التأليف. يقول إنه تأثر بموسيقى رخمانينوف لعناصرها الدرامية واستعماله الكوردات بكثافة، وبموسيقى رافيل لبنائها الهارموني المميز، وهما مؤلفان تعلم عزف بعض أعمالهما في طفولته. يميل الى أعمال بالموسيقيين الإنكليز مثل بريتن وألغار وفون ويليامز وهولست وديليوس، وإلى موسيقيي القرن العشرين الكبار مثل شوستاكوفيتش ومالر لاحقاً، تأثر بالطبع بموسيقى البيتلز وغيرها من الفرق الشهيرة في شبابه، وهي التي انتزعته من العالم الكلاسيكي إلى عالم البوب والروك.
مقدمة مليون سنة
ست مقطوعات للأوركسترا – مدينة الذهب
Ebb and Flow