صادق الصائغ
بـــلاد
كشفوا صدرها للغربان
ومخالب النسور
بـــلاد
كُفِّنَتْ بــِعَلم
وَرُفــعتْ عَلى الاكــتَاف
باناشيد وطبول
وهَديْرٍ مُجَــلْجل
بـــلاد
تَحَدَّثَ عنْهَا الخَطيْبِ المفوه
القريب من أعلى سلطة
حْجنُرَتُهُ كانت تُتَهَدَّج !
والزَعيْم ، كان رَاكِعَاً يلثمَ العَلم
الدُمُوعٌ الحَرَّى هرُّتْ من عَيْنِئه
كان يَبكي فعْلاً
بِحُرْقَةٍ يَبْكي،
ولقد أبكت حرقتهُ الجَيْمْع
بأيةِ رؤعة صال وجال ومال
بأي براعة دَوزُنُ الكلام !
أية بُحُور وتصريفات و اوزان
وبأيةِ دِقَّةٍ تناثر كلامه الجميل
!!!
الجَمْعٌ حَاشِد
يتقدمه القَادَةٌ
رؤساء وزراء السابقون
الجنرالات الكبار
المُحَلِلون
المُراسلو ن
وجهاء
ورجال الدينٍ المعممون
لَهُم لهم أسْمَاءٌ حُسنى
ورثوها من قُرُونٍ
ولهم مُدَوَّنَاتٌ وَشجَرَةِ انْسَابٍ
لكنها َتحْقيْقِ مَا تَنَبَّأوا بهِ :
الحرب ، الحرب
إحتفاءً ، أطْلَقُوا نيْرَانَ المَدَافع ،
صَوتُهَا من بَعيْدٍ
هزَّ الأسْمَاع
الإستعْدَدَات كانَت َكاملَة
التَوقُّعَاتً في مَحَلَّهَا
الأطْلاقِات تَشَظَّت
الهَتَّافون أطْلقُوا نداءات
طَاَلبوا ألحشود
باقصى مَا تتَمَنَّاهُ القلوب المؤمنة
أي بمَا لايَقلّ
عَن مَوتٍ
عن رجولة أصيلة
عَن فدَاء
له عند الرب اعلى المَثَابَات والعطايا
بــــلاد
غَداةَ التِقَاطِ الصُــور
صًورتْ في اليوم التالي
تَحْتَ شَمْسٍ حارقة
صًورت مَع الذِئاب
في الصف ألمامي تَبْتَسِمُ
كانت من فَمَهَا الضاحك تبكي
ماسحة الدموع
بمنديل ورقي معطر
بـــِلادٌ
عمال النظافة في اليوم التالي
وجدوها تَحْتَ الأنْقَاض
عَيْنَاهَا فِلِّيْنَتَان مُحْتَرِقَتَان
وَقَلْبُهَا
غُبَارٌ مُتَلْفَز
وكان صدرها مكشوفا
للغربان
ومخَــالِبِ النُسُور