TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: 5000 يوم من التنوير

العمود الثامن: 5000 يوم من التنوير

نشر في: 10 أغسطس, 2021: 11:52 م

 علي حسين

أعلن أنا المدعو علي حسين صاحب هذا العمود الذي يحتفل اليوم مع زملائه بالعدد 5000 لصحيفة (المدى)، بأنني لم أكن أعرف الديمقراطية جيداً، ولا أفهم بأنظمتها الجديدة التي تشكلت في العراق، وكنت أظن –وهذا من سوء الظن- أن العراق يعاني مشاكل كثيرة حاولت أن استغلها لصالحي في هذا المكان من الجريدة،

لكن تبيّن فيما بعد وبسبب قصور في النظر ظل يلازمني وأنا أكتب بشكل يومي أنني أقف وحيداً في وجه التجربة السياسية الجديدة ومنجزاتها الكبيرة التي يعرفها القاصي والداني، لأنني وبصراحة أطمح إلى أن أستولي على السلطة، وهي الأمنية التي لازمتني طوال حياتي.. ولهذا أصرّ كل يوم على أن أصدّع رؤوس القراء بمقالات مغرضة عن الخراب والانتهازية السياسية وغياب الأمن والرشوة والفساد، فيما الحقيقة تقول إن كل ما نشرته في هذا العمود هو مجرد لغوٍ وبهتانٍ تبطله الوقائع والشواهد التي تؤكد بأننا نعيش أزهى عصور الحريات المدنية والرفاهية الاجتماعية.

إذن أنا كاتبيسعى لتحويل الحق إلى ضلالة، وأكتب ما يصادف هواي الشخصي ويوافق أفكاري وهي أفكار تحمل في طياتها سوء النوايا وتحريف الحقائق من خلال شائعات تقول إن العراق حصل على المركز الأول في الدول الأكثر خرابا ، فيما الحقيقة التي أريد أن أحجبها عن القارئ تؤكد بالدليل القاطع أننا حصلنا على ذهبية المدن الأكثر ازدهاراً واستقراراً وأمناً.

لاعليكم سنحتفل بالعد 5000 وننتظر العدد 6000 ونسعى إلى العدد 10000 لأننا نؤمن بأن هذه البلاد لا يمكن لها أن تظل تحت رحمة من يعتقد أن الحكم ليس شراكة في الأحلام والنوايا الصادقة.

ما أروع (المدى) الصحيفة ونحن والقراء نلتف حول مائدتها العامرة بالحب والحرية والجرأة والإقدام والشجاعة والمواقف النبيلة والجملة النظيفة والنقد الذي لا تحركه مصالح شخصية ولا دوافع ذاتية.

ما أروعك أيتها الصحيفة وأنت تقودين كتيبة الوعي والتنوير، التي تحارب التطرف والغلو والظلام.

5000 عدد كانت فيها (المدى) منارة تكتشف مزيداً من المواهب، يضخون في عروق المجتمع دماء جديدة متدفقة، تعيد الدفء والسعادة لروح الصحافة العراقية.

إنها (المدى) فخر لكل كاتب في هذه الصحيفة.. فخر أن تكون وأن تبقى جريدة ذات أشواك ضد الفساد والمفسدين .. فخر أن تكون واجهة المجتمع المدني المدافع عن حقوق الإنسان.. فخر أن يكون صوتها قوياً صادحاً بقضايا الناس.. يعلو ويعلو فوق أصوات الخائبين والخائفين.

ايتها الصحيفة الحبيبة وأنت تدشنين من جديد احتفالية الحب والتألق والإصرار على رفع راية الصدق والحقيقة.

تتقدم (المدى) لرحلة ما بعد الألف الخامس ومعها قراؤها الذين أدمنوا كتابات تُشرح الواقع السياسي العراقي، وتثبت للجميع أن القلم الصحفي الحقيقي يمكن أن يصبح سلاحاً في مواجهة حيتان الفشل والخراب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Anonymous

    يكفي المدى فخرا من انها صوت الشعب المغلوب على امره ومن انها مستقلة استقلالا كاملا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram