 بغداد/ فراس عدنان

بدأت القوات العسكرية بعملية جديدة تشارك فيها قطعات تابعة لإقليم كردستان لملاحقة عناصر تنظيم داعش المتواجدين في سلسلة جبال قرة جوخ تقع في قضاء مخمور جنوب شرقي نينوى، الذين أقاموا مضافات مستغلين بُعد القوات الأمنية عنهم وبدأوا بشن هجمات وعقد اجتماعات وتهيئة إرهابيين.

وتؤكد قيادة العمليات المشتركة أن هذا التحرك العسكري يمثل الصفحة الرابعة من عمليات الإرادة الصلبة في مطاردة بقايا تنظيم داعش الإرهابي، وأنها تختلف عن غيرها كونها جاءت بعد سلسلة من الاجتماعات والتنسيق المشترك مع إقليم كردستان.

وقال المتحدث باسم القيادة تحسين الخفاجي، إن «القيادة العسكرية أطلقت الصفحة الرابعة من عملية الإرادة الصلبة في جبال قره جوخ، وهي تختلف عن سابقاتها كونها تشهد مشاركة قوات البيشمركة».

وأضاف الخفاجي، أن «العملية الجديدة تم التخطيط لها بنحو جيد، نتيجة معلومات استخبارية دقيقة وفي مناطق مهمة تعدّ ذات الاهتمام الأمني المشترك».

وأشار، إلى أن «سلسلة جبال قره جوخ تعد صعبة جداً من الناحية الجغرافية، وتنظيم داعش الارهابي يتواجد فيها كونه استغل صعوبة الأرض وبُعد المسافة بينه وبين القوات الاتحادية أو قوات البيشمركة».

وأوضح الخفاجي، أن «العدو حاول إنشاء بعض المضافات حاول منها خلالها الاعتداء على القوات العسكرية»، مبيناً أن «العملية سبقها اجتماعات تمخضت عن تهيئة الخطة والقطعات المشاركة بعد تحليل المعلومات الاستخبارية».

ويسترسل، إن «داعش يستفيد من المواقع الجغرافية الصعبة إما لغرض الدعم اللوجستي أو تهيئة إرهابيين أو الاجتماع للتخطيط لهجمات إرهابية».

وبين الخفاجي، أن «الاجتماعات التي جمعتنا مع قوات البيشمركة وتم فيها الاتفاق على إنشاء مراكز أمنية مشتركة شهدت التطرق إلى هذه المناطق التي يتواجد فيها العدو من أجل ملاحقته ومطاردته».

وأفاد، بأن «القطعات المشتركة في هذه العمليات هي الفرقتين 16 و14 التابعتين إلى الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب فضلاً عن قطعات المحور السادس التابعة للبيشمركة بدعم من كتيبة الدبابات والقوة الجوية وطيران الجيش».

واستطرد الخفاجي، أن «المعلومات كان جزء منها عبر التعاون مع القوات في إقليم كردستان، وكان هناك دعم لهذه المعلومات عبر الاستطلاع الجوي».

وزاد، أن «ضباط الاستخبارات التابعين لإقليم كردستان اشتركوا في طلعتنا الجوية لغرض تدقيق المعلومات التي الحصول عليها للمناطق التي تم تشخيصها ومن ثم جرت هناك مقاطعة بين تلك المعلومات وما تحصلنا عليه من الوكالات الأمنية والاستخبارية الموجودة في تلك المناطق إضافة إلى المصادر الفنية والمواطنين».

وانتهى الخفاجي، إلى أن «الأهداف تم محاصرتها وتقدمت القطعات البرية باتجاه المواقع المرصودة وعثرت على مضافات وأمور كثيرة، والجهود مستمرة من أجل الوصول إلى المزيد من الأهداف».

من جانبه، أكد الخبير الأمني أحمد الشريفي، أن «تنظيم داعش الإرهابي يلجأ إلى تنفيذ عمليات نوعية بأعداد محدودة مستغلين التسلل ومن ثم التواجد في مناطق صعبة جغرافياً».

وأضاف الشريفي، أن «الأماكن التي يتواجد فيها التنظيم مثل سلسلة جبال قرة جوخ من الصعوبة جداً تطهيرها بالأسلوب التقليدي، وتحتاج إلى جهد تقني ساند للقطعات».

وأشار، إلى أن «عملية الصفحة الرابعة من الإرادة الصلبة جاءت نتيجة ظهور بؤر تهديد، وتم رصدها من الجهد الاستخباري وعلى هذا الأساس تم إطلاق هذه العملية».

وانتهى الشريفي، إلى أن «هذه العمليات لا تحسم المعركة، وتعالج ظهور للتنظيم الذي يستطيع أن يعيد نفسه بإنتاج خلايا جديدة ويبقى التهديد قائماً ما لم يتم اللجوء إلى حلول جذرية تبدأ من مسك الحدود وتنتهي بالجهد الاستخباري»، ورأى أن «المطالبة المبكرة بخروج القوات الأميركية وإيقاف دعم التحالف الدولي خطأ استراتيجي لعدم امتلاك البدائل التقنية وهذا أدى إلى ظهور هذه التهديدات».

وكانت القوات الأمنية قد أطلقت في وقت سابق ثلاث صفحات من عملية الإرادة الصلبة انتهت إلى تحقيق نتائج مهمة على صعيد قتل العديد من الإرهابيين وإلقاء القبض على آخرين والعثور على مضافات ومعلومات مهمة.