ذي قار/ حسين العامل
شكت الإدارة المحلية في ذي قار من إنشاء مسؤولين كبار بيوت فارهة على محرمات نهر الفرات، وتحدثت عن مساع لتوطين مناطق وزراعتها قرب الصحراء بهدف صد العواصف الترابية.
وقال مستشار المحافظ لشؤون المواطنين حيدر سعدي في تصريح إلى (المدى)، إن "ذي قار تفتقر الى المناطق والاماكن الترفيهية؛ بسبب اهمال الحكومات المتعاقبة لهذ القطاع الحيوي".
وأضاف سعدي، أن "ذلك يشمل معظم المحافظات العراقية ولا يقتصر على محافظة ذي قار وحدها".
وأشار، إلى أن "المتنزه الوحيد في مدينة الناصرية يعود انشاؤه الى ستينيات القرن الماضي وان انشاء مدينة الالعاب المعطلة حاليا يعود الى السبعينيات". ولفت سعدي، إلى أن "الاماكن الترفيهية والمساحات الخضراء اخذت بالتراجع في الاعوام الاخيرة بسبب التجاوزات".
ويواصل، أن "شاطئ الفرات والكورنيش تم التجاوز عليه بإقامة منشآت حكومية رغم ان القوانين تمنع ذلك"، وتساءل ان "كانت الدوائر الحكومية هي من تتجاوز على القوانين والتشريعات فكيف بالمواطن والعشائر والمليشيات؟".
وأكد سعدي، أن "كبار المسؤولين في الحكومات المحلية السابقة وبعض النواب انشأوا مزارع وشاليهات في المناطق المحرمة".
وأردف، أن "القرارات الحكومية السابقة لم تأخذ بنظر الاعتبار الانفجار السكاني وبالتالي تحولت المدينة الى كتلة خرسانية صماء".
وذهب سعدي، إلى أن "إدارة المحافظة خاطبت مؤخراً وزارة الزراعة بشأن انشاء واحات ترفيهية او مساحات او ما يشبه الغابات كون المحافظة تفتقر الى ذلك". وتحدث، عن "مساعي لتوطين السكان في منطقة العويليين بمنطقة الكطيعة ليسهموا بزراعة تلك المناطق المتاخمة للصحراء وبالتالي الاسهام بإنشاء حزام اخضر يجنب المدينة مخاطر العواصف الغبارية، مع مساع أخرى لتوفير مصدر مائي مناسب لاستكمال المشروع".
ومضى سعدي، إلى "ضرورة الاهتمام بالمساحات الخضراء وتخصيص مساحات اخرى كبيرة لاستحداث مناطق غابات خارج المدن".
وكان اعضاء مجموعة الرقابة الشعبية في ذي قار قد احتشدوا مطلع العام لوقف العمل في موقع مشروع استثماري متجاوز على المناطق الخضراء وسط الناصرية، ما استدعى تدخل الحكومة المحلية والحضور الى موقع المشروع واصدار جملة من القرارات أبرزها ايقاف اجراءات منح رخص الاستثمار على مسار كورنيش الناصرية على ضفتي نهر الفرات والمناطق الخضراء والحزام الاخضر ومراجعة الرخص الاستثمارية الممنوحة سابقا.
من جانبه، ذكر رئيس منظمة التواصل والاخاء الإنسانية علي عبد الحسن الناشي، إن "المواطن في مركز مدينة الناصرية أخذ يختنق وسط الزحام المروري والكتل الكونكريتية في ظل انعدام المرافق الترفيهية".
وأضاف الناشي، في حديث إلى (المدى)، أن "الابنية والمنشآت التجارية اخذت تزحف بقوة على المناطق الخضراء".
وألقى باللوم، على "الحكومات المحلية المتعاقبة بمنح موافقات عشوائية لتحويل المناطق الخضراء والحدائق العامة في الاحياء السكنية الى ملاعب خماسية او توزيعها على الشخصيات المتنفذة إضافة إلى منح موافقات لإنشاء مولات ومحطات وقود من دون الاهتمام بالجانب الترفيهي للسكان المحليين".
ولفت الناشي، إلى أن "مركز مدينة الناصرية لم يشهد مشروعاً حقيقياً لإنشاء متنزه او مدينة العاب طيلة الاعوام المنصرمة".
وشدد، على أن "مدينة الالعاب القديمة مقفلة حالياً؛ بسبب مشاكل بين مديرية البلدية ومن يدعون انهم اصحاب الأرض".
ورأى الناشي، أن "انعدام المرافق الترفيهية في المحافظة انعكس سلباً على الحالة النفسية لسكان المحافظة".
وأكد، أن "المتنفس الوحيد هو المدينة المائية التي انشئت حديثا وهي مشروع استثماري لا يتمكن الفقراء من الاستمتاع بخدماته بسبب عدم تناسب اجور تلك الخدمات مع دخلهم المتقشف".
وشهدت محافظة ذي قار خلال الاعوام المنصرمة تحويل مساحات كبير من الاراضي المخصصة للحدائق والمساحات الخضراء الى ملاعب خماسية فيما تم تحويل عدد من الابنية الحكومية الى مشاريع استثمارية وتجارية.
