TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: قوانين مجلس قيادة الثورة !!

العمود الثامن: قوانين مجلس قيادة الثورة !!

نشر في: 26 فبراير, 2023: 11:30 م

 علي حسين

تأمّل العراقيون أن يكون التغيير بوابتهم لتأسيس دولة القانون والمواطنة، غير أنهم اكتشفوا بعد سنوات من سقوط تمثال صدام أن الأمور تمضي وكأن الذين يحكموننا يكرهون القانون ويحتقرون الحرية، وقصة العودة إلى قانون الانتخابات القديم والتنصل عن شعارات الإصلاح السياسي دليل على ما أقول وقد أكدها السيد نوري المالكي في حوار نشرته الصحافة قبل أيام قليلة قائلاً: "معظم القوى السياسية متفقة على تمرير تعديل قانون الانتخابات على وفق نظام سانت ليغو".

خُـذ مثلاً تلك الفصول التمثيلية التي قدمتها لنا أجهزة الحكومة لترطيب الأجواء، مرة معركة سعر الدولار، فبعد أن كانت بعض الأحزاب السياسية تهدد بزلزلة الأرض إذا لم ينزل لدولارعن برجه العالي ، نجدها الآن صامتة . ولكي تكتمل الحكاية كان لابد من اختراع صولة "المحتوى الهابط"، ولم تنته حتى خرجوا علينا بقانون البلديات وفيه تم الإعلان عن تحويل العراق إلى أفغانستان جديدة، والمواطن المغلوب على أمره ينتظر قوانين وقرارت جديدة تحبس عليه أنفاسه، هذه الوقائع تدور أحداثها في بلاد يذكّرنا فيها رئيس الجمهورية ومعه رئيس الوزراء ومعهما رئيس البرلمان، وقادة الكتل السياسية ليــل نهـار بأننا دولة ديمقراطية، تحترم الحريات، لكننا في زمن يصرُّ فيه البعض على اللعب بأكثر من ورقة لتمرير قوانين تصب في مصلحة السياسيين حصراً.

في كل يوم يصر ممن تسلموا أمور البلاد والعباد أن يعيدوا عجلة الزمن إلى الوراء، الى زمن الوصاية والتضييق على الحريات الشخصية.

الجميع لا يريد أن يدرك أنّ الحرية ليست خطبة تلقيها عالية نصيف، ولا أُنشودة يرددها مثنى السامرائي، إنها شجاعة في المقام الأول، وهي فرض وليست منة، بل من قوانين وتشريعات تؤسس لدولة مدنية .

لقد أضعنا ما يقارب العشرين عاماً في خطابات مقززة عن حقوق المواطن، وسلمنا قيادة البلاد إلى "الفاشلين" وأصحاب الحظوة، وكان في استطاعتنا أن ننافس دبي وسنغافورة، لكننا قررنا أن نضع العراق في خانة واحدة مع أفغانستان والصومال!

سيقول البعض إن دستور عام 2005 أقرّ في مواد عديدة ضمان حرية الأشخاص ومعتقداتهم وآرائهم، لكن الواقع يقول إن حرية العراقيين مهددة حتى في بيوتهم، لم تعد الناس تصدق شعارات دولة القانون، كيف تتمسك الحكومة بالقانون وشرائعه وفي مؤسساتها قوى سياسية تريد إقامة نظام شمولي ولو بالترهيب؟.

والسؤال الأهم؛ إلى متى سيظلون يتحفوننا بالفواصل المثيرة التي تضفي على حياتنا طابعاً ساخراً، خلاصة الأمر أن هناك من لا يريد لهذه المهزلة أن تتوقف، ومنهم من لا يريد لدولة المواطنة أي أثر، ومنهم من لا يزال مصراً على أن العراقيين لم يبلغوا سن الرشد بعد، وأن أوان فطامنا لم يحل بعد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram