علي حسين
قالوا فى تبرير مطاردة نائب رئيس الوزراء الأسبق رافع العيساوي إنه سعى إلى نشر الإرهاب، واشاعة الفوضى وانه متأمر وصدرت أحكام قضائية ضده.. لكنهم نفس الذين طالبوا بتعليق المشنقة له نجدهم بعد سنوات يخرجون علينا ليكتبوا قصائد الغزل بشخصية العيساوي وبوزنه "الثقيل" داخل الكتلة السنية ،
وباهمية عودته كما صرحت النائبة عالية نصيف مؤخراً في أحد البرامج التلفزيونية، ولتخبرنا " مشكورة " أن عودة العيساوي جاءت بقرار من التحالف الشيعي لخلق "ضد نوعي" وهذه العبارة بالتاكيد لم يفكر فيها حتى المرحوم ميكافيللي.. لم تكتف النائبة عالية نصيف بذلك بل أنها أكدت أن "رافع العيساوي له ثقله الجماهيري وثقله المجتمعي .". عالية نصيف وجماعتها الذين كانوا يغذون ماكنة الاحتراب الطائفي بكميات من البيانات عن إجرام رافع العيساوي وكانت بيانات وتصريحات عالية نصيف التي يحتفظ بها الانترنيت مشكوراً تقول فيها : "يجب أن لا يوضع في قائمة التسوية من استباح دماء الشعب العراقي وسمح لداعش بدخول العراق أمثال رافع العيساوي وطارق الهاشمي وخميس الخنجر وأثيل النجيفي وجمال الضاري وكل من تلطخت يداه بدماء شعبه وتآمر على البلد ".
المتاجرة بدماء الشهداء مهنة تجيدها عالية نصيف بجدارة، فالنائبة التي دخلت البرلمان بفضل أياد علاوي انقلبت عليه لتذهب مع جمال البطيخ ثم تنقلب عليه لتذهب مع "صاحب الخبزة" السيد نوري المالكي.. ولم تكتف عالية نصيف بذلك بل أنها في ليلة ممطرة من الخطابات والتصريحات حذرت رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي من إعادة رافع العيساوي وإلا فأنها ستلجأ إلى القضاء.. هل انتهت حكاية عالية "تصريحات"؟ . بالتأكيد هناك الكثير من المفاجآت، فقد خرجت علينا عالية نصيف لتبشر بعهد جديد للقضاء العراقي ، وأنه اي القضاء تعامل بمهنية مع قضية رافع العيساوي.. كان هذا بمناسبة صدور قرار قضائي ببراءة رافع العيساوي.
منذ سنوات وهذا الشعب الجاحد، يسخر من عبقرية عالية نصيف، وإصرارها على البقاء على كرسي البرلمان إلى أبد الآبدين، ويرفض أن يُمنح حسين الشهرستاني وسام الرافدين لجهوده في جعل العراق على قائمة الدول المصدرة للطاقة الكهربائية، ويسخر من النائبة "خالة" أبو مازن التي أخبرتنا أنها أصبحت خالة الشعب، وتجده، وأعني الشعب، يولول ويتبرّم كلما قيل له إن محمد تميم وضع العراق في مصاف الدول الأولى في مجال التعليم.
لعل موضوعي الأساسي في هذا المقال، ليس الدفاع عن رافع العيساوي ونصرته، أنا شخصياً مع أي سياسة حكومية تحاسب المفسد والقاتل وتقتص منه عبر سياسة متكاملة واضحة ومدروسة، فهذا أمر جيد لكن غير الجيد، هو تلك المزاجية التي تدار بها مصائر الناس .