TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: جريمة النائب !!

العمود الثامن: جريمة النائب !!

نشر في: 26 يونيو, 2023: 12:23 ص

 علي حسين

في كل يوم يملأ السياسيون حياتنا بالأهازيج والبيانات الكاذبة، وفي خطابات مكررة يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات "صاغراً" لانتخاب من يمثله طائفياً، لا وطنياً. وان يعيش طوال عمره يتغنى بمنجزات المسؤولين .

وبكل صلافة يتحول الكثير منهم إلى محللين في الاقتصاد وخبراء في شؤون الطاقة الذرية، وأحياناً فقهاء في ضرورة تعنيف المرأة..وفي مرات كثيرة يحاولون أن ينافسوا السيد هنري كسينجر على كرسي السياسة ، ولهذا تبدو مسألة مثيرة للاهتمام عندما يخرج نائب على إحدى الفضائيات يقول بكل صدق إن الخراب لا يتعلق بسنوات مصطفى الكاظمي كما تصر الفضائيات هذه الأيام، وعندما يخبرنا النائب علي تركي بأن على البرلمان أن يفتح ملف الحكومات السابقة منذ حكومة اياد علاوي ومرورا بالجعفري والمالكي وحيدر العبادي وعادل عبد المهدي، هذه الحكومات التي عشنا معها "أجمل الأيام" يُتهم هذا النائب بالخيانة. ولهذا مطلوب منا ان نصدّق بيانات السياسيين التي يخبرنا أصحابها بأنهم تعرضوا إلى مؤامرة إمبريالية حرمتنا من إقامة المشاريع العملاقة وجعلتنا نفرط بعبقرية بحجم محمود المشهداني، وأدرنا ظهرنا لمشاريع حسن السنيد التنموية، وصدقنا أن أيهم السامرائي "خمط" مليار دولار.

يفقد البعض في لحظات النشوة الخطابية الصلة بالواقع، ونراه يحاول جاهداً أن يمنع الناس عن السمع والنظر.. ويصر على أن يطبق على مستمعيه نظريته في الحكم، وهي النظرية التي تقول إن المسؤول العراقي يمتاز بثلاث خصال "لا يسرق.. لا يكذب.. لا يماطل". والغريب أن الكثير من مسؤولينا الأكارم يصرون على اختطاف قضية الفساد التي انطلقت منذ تشكيل مجلس الحكم عن جوهرها الحقيقي، ويريدون تسويقها للناس على أنها معركة للإصلاح.

أية دولة هذه التي تنكر ما جرى من خراب، وتحذر من محاسبة السراق؟، أية بلاد هذه التي تسعى لتصدير وهم "ليس بالإمكان أحسن مما كان"؟، أية بلاد هذه التي يريد بها البعض أن يمارس من خلالها وصاية على عقول الشعب تجعل الحديث عن فساد السنوات الماضية نوعاً من أنواع الضلال؟.

حالة الاستغراب التي أصابت الكتل السياسية من حديث النائب علي تركي لا يريد لها البعض أن تنتهي، وهي تثبت بالدليل القاطع أن أنصار دولة الاستبداد على أسس "الزعيم الأوحد" أكثر مما نتوقع، وظهر أيضا أن أساطير السادة المسؤولين عن أنفسهم تجاوزت الحد المعقول، وأن مفهوم السيطرة على البلاد والعباد، سيكون بديلاً لمشروع الإصلاح وتقديم الخدمات.

إنها للأسف مؤامرة حين يخرج نائب يتغاضى عن المنجزات التي قُدمت خلال العشرين سنة الماضية، ولا يدرك أننا في زمن دولة القانون تفوقنا على المدعوة سنغافورة في ملف الإعمار والصحة والتعليم والتنمية والخطب "الرنانة"!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram