TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حكاية الشاب لاري!!

العمود الثامن: حكاية الشاب لاري!!

نشر في: 16 يوليو, 2023: 10:56 م

 علي حسين

في كل مرة نكتشف أن هناك إنجازات كبيرة تتحقق في المحافظات، منها ما أخبرتنا بها الأمم المتحدة، أن محافظة المثنى أفقر محافظات العراق وان 52 % من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر. هل هناك أخبار مفرحة؟ نعم بعض المدونين يشكرون السيد محافظ البصرة لأنه هدم جامع السراجين،

لسنا أيها السادة بحاجة إلى شواهد تاريخية، ولا أحجار تخبرنا أن هناك إنساناً عاش على هذه الأرض وعَمرها منذ آلاف السنين، ألم يخبرنا "فيلسوف الجنّ والإنس" كاظم الحمامي أننا أحفاد كائنات فضائية؟ .فاكتشفنا في النهاية أن السيد الحمامي ترك الكائنات الفضائية وخمط عمولات من مشاريع وهمية، ثم سافر ليتمتع بالأموال. ولهذا ياسادة لاتتعجبوا عندما يكتب البعض أن جامع السراجين مجرد حجارة.

ولأننا في زمن العجيب والغريب فقد اعتقلت القوات الأمنية قبل أكثر من أسبوع شاباً من شباب ذي قار جريمته الوحيدة أنه قام بحملة لإزالة القمامة من شوارع وساحات مدينته، ورسم صوراً لبعض شخصيات الناصرية ، ولأن كل شيء بالمقلوب فقد اتهم الشاب لاري عباس بأن الصورة التي رسمها للشاعر الراحل عريان السيد خلف تشبه صدام.. وعندما لم تنفع هذه التهمة لانها تهمة كوميدية ، قالوا له أنت عميل لأنك تتلقى دعماً من منظمة "تعافي"، وبعد أن اطلقت القوات الأمنية سراحه حذرته من القيام بتنظيف الشوارع والساحات، فقمامتنا ونحن أحرار بها. تخيل جنابك أن شاباً يسجن لأنه تلقى دعماً من منظمة أمريكية سبق لها أن قدمت الدعم للكثير من المشاريع الثقافية والفنية، وهي منظمة تعمل بمعرفة الجهات الحكومية، لكنها تتحول إلى عميلة ومخربة عندما يتعامل معها بعض الناشطين. بماذا يذكركم هذا الأمر؟، بالتأكيد بالشباب والفتيات اللواتي قتلوا في البصرة لمجرد التقاطهم صورة مع القنصل الأمريكي، فيما معظم مسؤولينا الكبار يجلسون بكل أريحية إلى جانب السفيرة الأمريكية .

لعلّ ما جرى في حادثة الشاب لاري في الناصرية يؤكد أنّ أشياء كثيرة لم تتغيّر، وأن هناك من لا يريد أن يتعلّم.

هناك دول تنهض من ركام العدم لتصبح أغنى الاقتصاديات وتتفوق في الرفاهية والعدالة الاجتماعية، ودول تتحول إلى تجارب فاشلة للحكم ، وأرقام سعيدة للسلاح الذي بيد الدولة والذي ترى فيها الحكومة أنه يبهج الشعب الذي يعاني أيضا من شعار"البطالة حتى الموت". تقول أرقامنا السعيدة إنّ نسبة البطالة بين الشباب تجاوزت الـ 40 بالمئة

نعيش مع وجوه متعددة للفساد ، بل يمكنك عزيزي القارئ ان تقول انك نشاهد كل يوم مسرحية "الفساد للفساد" ، فساد من من كل لون ، بدأ بإغراق المجتمع بخطب وشعارات فاسدة ، واستمر الفساد ينمو وينتشر ، حتى وصل إلى التهام الشباب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram