اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: إنسانية بلا حدود

العمود الثامن: إنسانية بلا حدود

نشر في: 24 يوليو, 2023: 11:44 م

 علي حسين

بين مشهد الطفلة التي قام والدها "الهمام" بتهشيم رأسها وكسر أضلاعها لأنها ظهرت عن طريق الخطأ في موقع "تيك توك"، ومشهد الفتاة الصغيرة التي تبكي على حصانها الذي فقدته. الفيديوهان ظهرا في بلاد العجائب والغرائب العراق .

ستكون حصيلة الفديو الأول، حتما تبرأة الأب من جريمته البشعة، فهو قتل ابنته وهي ملكه الشخصي، ولأننا نعيش في بلاد يرفض مجلس نوابها تشريع قانون العنف الأسري، لأن البعض من النواب "الأفاضل" يخافون على تماسك الأسرة، لكنهم غير معنيين بتماسك الوطن، ولأنهم يعتقدون أن الدفاع عن المرأة والطفل جريمة لا تغتفر ومؤامرة إمبريالية .

في هذا المناخ الفاشي ضد الأطفال والنساء، لم يعد عداد الانتهاكات يشغل أحداً، كما أن منظر مقتل الفتاة الصغيرة لم يهز وجدان الجهات المسؤولة ، ولا وجدان الأحزاب الرافضة لقانون العنف الأسري ، لا يهم أن تقهر المرأة ويعذب الأطفال!!، المهم أن تعيش التقاليد والأعراف .

في مقابل فيديو الجريمة،كان هناك خبر ينتصر للحياة وللطفولة، حين قرأنا أن الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات، تأثر وهو يشاهد فديو لطفلة عراقية تبكي على حصانها الميت، فقرر ان يهديها مجموعة خيول، ووجه بدعمها لإنشاء مركز تدريبي للخيول خاص بها.. هكذا هو المسؤول الذي يعرف قيمة الحياة، ويدرك أن مهمة الحاكم هي رعاية الناس حتى وإن لم يكونوا من مواطنيه .

في كل مرة يطلُّ فيها الشيخ محمد بن راشد ليزرع الأمل في نفوس بعض العراقيين ، يؤكد لنا أنه أستاذ في الإنسانية والحياة وفي السياسة.. ويثبت وبجدارة أن المسؤولية خليط من العدالة والمحبة ورضا الناس .

كان حاكم دبي قبل سنوات قد منح جائزة صناع الامل للعراقي المثابر هشام الذهبي ، وبعدها تبرع للطفلة العراقية " لافين إبراهيم جبار"، بدواء تجاوزت كلفته المليونين دولار، وبمحبته الغامرة للعراق كتب بعد فوز العراق ببطولة الخليج هذه الكلمات المؤثرة: "فرح العراق اليوم بعد طول صبر وانتظار وفرحت معه الشعوب والقلوب، كلنا اليوم عراقيين في الفرحة، كلنا اليوم عراقيين في الانتصار".

في كل هذه اللفتات الانسانية نجد ان هناك دوما الحجم المعنوي الذي تتخذه اليوم دولة الامارات بكل جدارة واستحقاق، متجاوزة الحيّز الجغرافي والعدد السكاني، لكي تلعب دور البلاد المحبة لجميع العرب ، والشقيقة التي تشارك الاخرين افراحهم واحزانهم .

نكتب عن تجربة الامارات وحكامها لأن الأمر يستحق منا أن نلتفت لهذه التجربة ولأننا سوف نعرف مدى الفرق بين انتباهة حاكم لطفلة عراقية، وبين جهات رسمية تعجز عن حماية اطفالها من العنف والعوز في بلاد نهبت فيها مئات المليارات من أجل أن نثبت للعالم أننا نعشق "السيادة"، لكن في الوقت نفسه حُرم المواطن البسيط من أن يتمتع ولو بشيء بسيط من الرفاهية الانسانية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

 علي حسين انشغلنا في الأيام الماضية بأحوال وأخبار النواب الذين قرروا مقاطعة البرلمان ما لم يتم إقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يعرف المواطن المغلوب على أمره : لماذا يصر بعض النواب...
علي حسين

قناديل: تشويه صورة تشومسكي

 لطفية الدليمي ماذا عساك تفعلُ عندما تسعى لتشويه صورة إنسان معروف بنزاهته واستقامته الفكرية والانسانية؟ ستبحث في التفاصيل الصغيرة من تاريخه البعيد والقريب علّك تجد مثلبة (أو ما يمكن تأويله على أنه مثلبة)....
لطفية الدليمي

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

محمد الربيعي هذه المقالة تتبنى ما طرحته في كتاباتي السابقة وتعيد ما اكدت عليه في سياقات مختلفة. اسأل القراء الأوفياء الذين يتابعون أعمالي مسامحتي ازاء الالحاح في التأكيد، فالحاجة تدعوني لاعادة النظر في هذه...
د. محمد الربيعي

ماذا تبقى من سيادة العراق بمواجهة تحديات عديدة؟

لينا اونجيلي ترجمة: عدوية الهلالي في أعقاب غزو العراق مباشرة، أصدر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الأمر التنفيذي رقم 13303 لحماية صندوق تنمية العراق (DFI) الذي كان بمثابة مستودع مركزي للإيرادات الناتجة عن مبيعات...
لينا اونجيلي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram