TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مقتل موسى وصمت البرلمان

العمود الثامن: مقتل موسى وصمت البرلمان

نشر في: 29 يوليو, 2023: 10:36 م

 علي حسين

شاهدتَ بالتأكيد صور الطفل موسى الذي تعرض إلى تعذيب شديد من قبل زوجة أبيه، ولم تنفع صرخاته ولا استنجاده بالشرطة المجتمعية في إنقاذه من الموت حرقاً وطعناً.. وبالتأكيد قرأتَ مثلي الخبر الذي يقول إن أب أقدم على قتل ابنته الصغيرة بعدما نشرت عن طريق الخطأ مقطعاً ظهرت فيه على تطبيق "تيك توك"، وقرأنا شهادة والدة الطفلة التي قالت فيها: إن الأب انهال ضرباً على صغيرتها بشكل عنيف، ثم بدأ بخنقها، وهو يقول: "البنت عار وفي حال كبرت ماذا سنفعل؟ لذلك يجب التخلص منها من الآن".

وبالأمس أخبرتنا شرطة كركوك بأنها أنقذت امرأتين كن محبوستين من قبل ذويهن في المنزل، إحداهما كانت مكبلة بالسلاسل لمدة 20 يوماً. هل هناك المزيد؟، نعم إقرأ هذا الخبر الذي يقول؛ إن زوجاً يقتل نساءه الاثنتين ببندقية "صجم" على طريقة قتل متظاهري تشرين، وقد قام بفعله "البطولي" أمام أعين الأطفال السبعة..

في كل مرة تنشر بيانات ونداءات من منظمات حقوقية عن ارتفاع معدلات العنف الأسري في العراق، يخرج علينا نواب "مؤمنون" وهم يصرخون: هذه منظمات مشبوهة تريد نشر الرذيلة في المجتمع، وكنا عشنا في هذه البلاد العجيبة والغربية قبل عشرة أعوام مع وزيرة للمرأة اسمها ابتهال كاصد خرجت على قناة الحرة في برنامج للزميل سعدون محسن ضمد لتقول بكل أريحية إنها لا تؤمن بالمساواة، وتعتقد أن المرأة عاجزة فسيولوجيا عن رعاية نفسها.. ومثل كل الوزراء في بلاد الرافدين أخبرتنا السيدة الوزيرة آنذاك بأن جلوسها على كرسي الوزارة هو " تكليف شرعي".

يتحدث الجميع في العراق الديمقراطي عن دور المرأة وأهمية رعاية الأطفال، لكنهم داخل قبة البرلمان لا يزالون يماطلون في إقرار قانون العنف الأسري، فالقانون حسب ما أخبرنا النائب عمار طعمة يريد أن يخرب مجتمعاتنا.. ولم يخبرنا أصحاب شعار "وا مجتمعاه " من الذي يقف وراء خراب المجتمع وضياع مستقبل أبنائه؟ ربما سيجد في الجواب حلًاً لعقدتهم من قانون العنف الأسري.

بعض القوى السياسية التي ترفع الدستور بوجه الجميع، تدفع في الوقت نفسه بالمجتمع إلى عقود من التخلف والانعزال. وأيا يكون المبرر لما يحصل في مشاهد العنف ضد الاطفال والنساء، فأن الأمر لا يخرج عن المخطط الهادف إلى العمل على أن تعود المرأة لتصبح مواطنة من الدرجة الثانية. ولأنها برأيهم "ناقصة عقل ودين" ، ولان الفتاة "ضلع أعوج" يجب تقويمه، فهم جميعا مخلصون لتربية حزبية جعلت منهم تروساً في ماكنة قهر المرأة .

يؤسفني شديد الأسف، ان يتعاطف العالم مع كارثة مقتل الطفل موسى على إنها قضية إنسانية كبرى، فيما يعتقد نوابنا الافاضل ان المشكلة في اصرار منظمات انسانية على تشريع قانون العنف الاسري، لان هذه القوانين حرام .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram