علي حسين
قبل أيام كنت حائراً وأنا أقرأ ما كتبته إحدى النائبات من أن السفيرة الأمريكية ومعها ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بلاسخارت قد تم طردهن من العراق، فيما اخبرتنا نائبة أخرى بأن هناك وثائق كشفت عن أن السفيرة الأمريكية تريد أن تنشر الشذوذ في العراق،
بل ذهب الخيال بأحد النواب أن تخبرنا بأن بلاسخارت هربت بعد أن تم الكشف عن ارتباطاتها مع جهات عميلة. وكنت اسأل الزملاء هل ما اقرأه من تصريحات للسادة النواب حقيقي ام انها نوع من الالعاب الغرض منها اشغال الناس لبضعة ايام ، اليوم تاكدت ظنوني عندما قرأت في الاخبار إن السيدة بلاسخارت تتجول في إيران وتلتقي بكبار المسؤولين في طهران لمناقشة الوضع في العراق، ونشرت لها صورة وهي تجلس مع وزير الخارجية الإيرانية، فيما غردت السفيرة الأمريكية قائلة إنها توسطت لدى وزارة الخزانة الأمريكيه لأجل معالجة ارتفاع سعر الدولار في العراق. وجاء في خفايا الاخبار أن قادة سياسيين اتصلوا بالسفيرة لتحل المشكلة، وبعد التغريدة هبط سعر الدولار في الأسواق العراقية.
وقبل أن يتهمني البعض بأنني من جماعة السفارة، فأنا والحمد لله علاقتي بالسفارات لا تتعدى مشاهدة فيلم عادل إمام "السفارة في العمارة"، والرجاء ملاحظة أنني كتبت في هذا المكان أكثر من مقال عن بلاسخارت قلت في واحد منها: "العراقي يحتاج إلى أن يكون ساذجاً تماماً، وربما فاقداً للذاكرة، لأقصى درجة ليصدق "الأسطوانة المشروخة" التي ترددها السيدة بلاسخارت عن نزاهة الانتخابات ودور الأمم المتحدة وعن دعم المنظمة الدولية، فالناس تدرك جيداً أن السيدة بلاسخارت ترى أن دور الأمم المتحدة هو تقديم العراق على طبق من فضة إلى دول الجوار".
أمضينا العشرين عاماً الماضية في متابعة تحقيقات استقصائية تقول بالوثائق إنّ هناك شبهات فساد في معظم مؤسسات الدولة العراقية، وإن معظم السياسيين استولوا على عمولات تُقدَّر بعشرات المليارات من الدولارات، إلا أن السيدة حنان الفتلاوي نبهتنا مشكورة إلى أن هذه المنظمات تسعى للنيل من الشخصيات الوطنية. هل هي مؤامرة؟ بالتأكيد، وتقودها الإمبريالية والصهيونية اللتان غاظهما أننا نهتف في الساحات باسم علامة بحجم أحمد الجبوري "أبو مازن" .
العراق يا سادة يواجه أزمات كبرى؛ كساد اقتصادي وضياع مئات المليارات وبطالة وغياب للخدمات، والدولة تريد من المواطن ألاَّ يعرف من هو المتسبب الحقيقي. لأنه وفقاً للسادة والسيدات السياسيين والسياسيات، قد تآمر الغرب بأجمعه على بلاد الرافدين، مع العلم أن لندن خطفت منا العلامة إبراهيم الجعفري، والخبير موفق الربيعي فيما أصرت ، أما كندا فإنها تباهي الأمم بخضير الخزاعي، ولا تزال جامعات أوروبا تدرّس نظريات مشعان الجبوري في اقتناص الفرص .