TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: رسالة إلى نائب نعرفه جميعاً

العمود الثامن: رسالة إلى نائب نعرفه جميعاً

نشر في: 13 أغسطس, 2023: 11:20 م

 علي حسين

السيد النائب "...." لك في قلوب العراقيين الكثير من المحبة والإعجاب، كيف لا يحبونك ولا يقدرونك، وانت دائم السؤال عنهم، تتقصى أخبارهم، تتابع معاناتهم ، لم يتوقف سؤالك عن أحوال المواطنين الذين يعيشون ظروفاً سيئة في أحياء تفتقد أبسط الخدمات،

كيف لا يحبونك وقد شمرت عن ساعديك قبل سنوات لإقرار قانون العفو عن مزوري الشهادات من السادة المسؤولين، فيما لا تزال تماطل في إقرار قوانين تساهم في رفع مستوى معيشة الناس، كيف لا نحبك ونحن نشعر بصدق أفعالك، وانت يتصمت عن سرقات الحيتان الكبار، كيف لا نحبك وانت تعرض خدماتك بكل اريحية إلى دول الجوار، كيف لا نحبك وقد استطعت وبفترة قياسية، خلق طبقة جديدة من الانتهازيين سيطرت على موارد الدولة ومدت يدها في كل مكان.. طبقة سيطرت على كل الموارد فيما ملايين العراقيين يعانون كل ألوان الفقر وسوء الخدمات .. طبقة أوجدت ثقافة بائسة وفساداً في التعليم والصحة. كيف لا نحبك وقد سرقت من الناس فرحتهم بالتغيير وفاملهم بفتح أبواب الاستقرار والبناء والتقدم، ولكن ثمار التغيير تسللت إلى عدد من الأشخاص من الأقرباء والأحباء وأصحاب الحظوة. واستطعت بشطارتك ان تُجلس على أنفاس الشعب مجموعة تحول العراق بين أيديهم إلى إقطاعية خاصة يديرونها لحسابهم الخاص.

السيد النائب (......) من واجبي أن أصارحك بأنك نجحت وبامتياز في تدمير الحياة السياسية وفى إفسادها وتسميمها.، حتى مئة سنة مقبلة، لست وحدك بالطبع، فهناك آخرون إلى جانبك ساهموا في إفسادها، لكنك تقوم بالدور الأكبر، إن الفرق بينك وبين أي مسؤول آخر ساهم في الخراب هو أنك تبدو مقتنعاً بما تفعله، وترى فيه خدمة للوطن وصلاحاً للأمة ، بينما الناس ترى فيه فساداً وانتهازية ولصوصية. السيد النائب (..........)، لو أن هناك قانوناً يعاقب على عملية الفساد المالي السياسي، لكنت أول المسجلين في القائمة، وكنت أول من يطبق عليه هذا القانون. إنني أدعوك إلى أن تتخذ قراراً شجاعاً، ليس بالاعتراف بدورك في تخريب حياتنا، فهذا كثير ولا تقدر عليه، ولا أطالبك بدفع ثمنه، لكنني أدعوك إلى التوقف عن هذا المسلسل الطويل من الفرص الضائعة التي يعيش فيها العراقيين منذ ما يقارب الثمانية عشر عاماً، وكانت فرصة واحدة منها كافية لصياغة وطن معافى ومجتمع جديد، الناس ملت نجارب الفشل .

السيد النائب "...." الناس تريد ساسة ومسؤولين يتسارعون معهم نحو التنمية لاقتصادية والرفاخية الاجتماعية.الناس تريد برلماناً يفهمهم ويستوعبهم ويتفاعل معهم، برلماناً يعيش أوجاعهم ، المواطن يحتاج إلى نواب يرون ويسمعون ويقرأون الأحداث جيداً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عدي باش

    للأسف .. رسالتكَ أخطأت العنوان ، لأن جميع النواب صمٌ بكمٌ لا يفقهون

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram