TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: البحث عن سيد بايدن

العمود الثامن: البحث عن سيد بايدن

نشر في: 25 سبتمبر, 2023: 10:40 م

 علي حسين

يستيقظ نور الشريف بطل فيلم "البحث عن سيد مرزوق" من نومه مسرعاً وهو ينظر إلى الساعة التي تجاوزت الثامنة صباحاً، لقد تأخر على موعد العمل، يرتدي ملابسه على عجل ويخرج مسرعا من البيت ، في مقر عمله تنتظره المفاجأة ، لقد اكتشف أن اليوم جمعة.

تذكرت فيلم "البحث عن سيد مرزوق" وأنا أتابع ما يُكتب في مواقع التواصل الاجتماعي من تعليقات حول زيارة رئيس الوزراء إلى نيويورك وعدم تمكنه من مصافحة السيد بايدن.

فمنذ ايام قليلة والمعركة في مواقع التواصل الاجتماعي انطلقت بين من يسخرون من عدم لقاء رئيس الوزراء بالمستر بايدن، وبين من يجدون أن العراق سجل أهدافاً مهمة في نيويورك.. وللأسف من يقرأ التعليقات سيكتشف أننا شعوب تصر على التربع على قمة الدول الفاشلة بامتياز.سيقول البعض متى تتوقف عن التهريج يا رجل؟ وحتماً هناك من سيسخر ويقول "هكذا أنتم معشر الكتاب ، لا يعجبكم العجب، وثالث سيعلق: هل نحن في وضع يسمح لنا بمثل هذه الحذلقات ؟ .وقبل أن أجيب على هذه الأسئلة "اللطيفة" دعوني أسأل: ما هي ارباحنا لو أن السيد بايدن انتبه إلينا وصافح رئيس الوزراء؟، وماهي خسائرنا؟ أنا من جانبي أشك، رغم كل محاولات النائب السابق "طه اللهيبي"، الذي أخبرنا من قبل أنّ أوباما شيعي، وهو الأمر الذي أثار اهتمام الباحثين في العالم، فقرروا أن ينصّبوا اللهيبي رئيساً لجمعية الأنساب في العالم!! .

أيها السادة، الذين ملأت قلوبهم الفرحة ، والمتحسرين على مشهد المصافحة، لا تقلقوا، فمن حيث المضمون لن يفعل بايدن شيئاً خارج إرادة المؤسسة الأميركية.

في هذا المكان كتبتُ قبل ما يقارب الثلاث سنوات عن برقيات التهنئة التي أرسلها بعض السياسيين العراقيين يهنئون السيد جو بايدن عندما فازبالرئاسة ، حاولوا آنذاك أن يخبّئوا شعار "أمريكا بره بره" في أحد الأدراج، ونسوا أن هذا هو بايدن نفسه الذي هاجموه عام 2014، أيام كان نائباً للرئيس أوباما، وطالبوه بالكف عن دس أنفه في شؤون البلاد والعباد.

كنت أتمنى على القائمين على شؤون البلاد والعباد أن يواجهو أصحاب البيت الأبيض بالحقائق وأن يقولوا لهم إن العراق لم يعد يتحمل أن يكون حقل تجارب، وإن العراقيين لم يعودوا يقتنعون بحفلات تنكرية لتنصيب أوصياء ومتسلطين.. فالمواطن العراقي يدرك جيداً أن بلاده تعيش حالة من الفشل المتواصل، وأن العديد من ساستنا يسعون إلى فصم عرى البلاد وتفريقها شيعاً وأشياعاً، وأن البحث عن سيد بايدن لن يُخرج البلاد من تعثرها، وان ما ينفع الناس فقط هو وجود برلمان حقيقي، وحكومة نزيهة تعرف أوقات الدوام جيداً، ولن يغشها منبه عاطل، وأن لا تصر على أن كل أيام الأسبوع عطلة رسمية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Anonymous

    سيدي العزيز، أنا أستمتع بقراءة مقالاتك التي أعتقد أنها مصدر دخل لك أيضًا. لكن العراق ذهب ولن يعود كما عرفنا العراق من قبل! مع أطيب تحياتي لك.... مواطن هاجر من العراق منذ 45 سنة ولا يأسف على ذلك !

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram