اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مجالس الفشل

العمود الثامن: مجالس الفشل

نشر في: 11 أكتوبر, 2023: 10:37 م

 علي حسين

بالتأكيد نحن شعبٌ ناكرٌ للجميل، وبلغت بنا الوقاحة مبلغاً جعلنا ننكر على مجالس المحافظات، الإنجازات العظيمة التي قدمتها خلال سنوات تحكمها بكل صغيرة وكبيرة في المحافظات، صرفنا جهدنا في تقليب دفاترهم، فيما إنجازاتهم تؤكد أنهم وضعوا محافظاتهم بمصاف المدن المتقدمة.

عشنا معهم سنين من الرفاهية، فالوقائع أكدت بالدليل القاطع أن مجالس المحافظات استطاعت بفضل خبرات أعضائها وتفانيهم وحبهم للوطن أن تنقل المدن العراقية التي كانت تعيش على هامش التاريخ خلال سنوات قصيرة من الزمن لتصبح من أفضل المدن على مستوى الخدمات والاقتصاد والتعليم والصحة.

كيف تسنى لنا أن “نتفرعن” على إنجازات مجالس المحافظات، وننسى بلاءها الحسن وهي تشن حروبها على الفساد والمفسدين، وتوفير الخدمات وبث الأمن والأمان في النفوس؟.

ننسى نحن الناكرين للجميل أن المجتمع العراقي قبل مجيء أشاوس مجالس المحافظات، كان غارقاً في مستنقعات التخلف والعوز، وننسى أن هؤلاء "الأفاضل" تسلموا تركة ثقيلة وأن الأوضاع كانت قبلهم غاية في السوء على نحو يدفع المواطن إلى أن تسيل دموعه إشفاقاً على هؤلاء المسؤولين المساكين، الذين حملوا أمانة تنوء بحملها الجبال..ننسى انجازات كامل الزيدي وجماعته في بغداد عندما قرروا ان يحولوا العاصمة الى قندهار !

نكران الجميل دفعنا إلى أن لا نسمع كلام بعض السياسيين وهم يبشرون بمرحلة جديدة ستشهدها المحافظات بعد انتخابهم وانتخاب "ربعهم" أعضاء في مجالس المحافظات، وقد طلبوا من العراقيين جميعاً أن يلتزموا بواجب فرضه الوطن عليهم، وأن ينصروه.

كان أهالي بغداد والموصل يحلمون بتغيير حقيقي، لكن سياسيينا الأشاوس أصروا على أن يمارسوا معهم لعبة الديمقراطية بالوجوه نفسها، وبمشروع سياسي لا يختلف كثيرا عن المسرحية الكوميدية "جئنا لنبقى" التي ملَّ الناس من التفرج عليها خلال السنوات الأربع الماضية..

حين أدار أكثر من ثلاثة أرباع العراقيين ظهورهم إلى الانتخابات، فلأنهم ملّوا من المطالبة بأبسط حقوقهم، في حين أصر مسؤولو المحافظة على التأكيد على خطاب خيالي لاعلاقة له بالواقع، وبدلاً من أن يهتموا بالتنمية ورفع المستوى المعيشي للمواطنين، أصبح همهم الوحيد إلقاء المواعظ والخطب الأخلاقية، ومطاردة الفتيات السافرات في الشوارع، والتضييق على الحريات التي ضمنها الدستور، وهكذا اعتقدوا أنّ مهامهم الأساسية إعادة العراقيين إلى عصر الإيمان والتقوى بعد أن عاشوا دهوراً في الجاهلية والكفر.

لماذا يصر البعض على أنّ الناس عميٌ لا يرون، وأنهم يصدّقون كل رواياتهم؟. اليوم الناس بحاجة إلى بناء مدن حديثة. وهذا يعني أن كل "البكتيريا" المضرة التي تكونت على جسد مجالس المحافظات، لا بد من مكافحتها وإزالتها بأجود أنواع "مبيدات" الديمقراطية.. فلامكان لمسؤول وسياسي يعتقد أن المنصب فرصة للإثراء بسرقة البلاد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

 علي حسين كان الشاعر الزهاوي معروف بحبه للفكاهة والظرافة، وقد اعتاد أن يأخذ من زوجته صباح كل يوم نقوداً قبل أن يذهب إلى المقهى، ويحرص على أن تكون النقود "خردة" تضعها له الزوجة...
علي حسين

باليت المدى: على أريكة المتحف

 ستار كاووش ساعات النهار تمضي وسط قاعات متحف قصر الفنون في مدينة ليل، وأنا أتنقل بين اللوحات الملونة كمن يتنقل بين حدائق مليئة بالزهور، حتى وصلتُ الى صالة زاخرة بأعمال فناني القرن التاسع...
ستار كاووش

ماذا وراء التعجيل بإعلان " خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!!

د. كاظم المقدادي (3)ميزانية بائسةبعد جهود مضنية، دامت عامين، خصص مجلس الوزراء مبلغاً بائساً لتنفيذ البرنامج الوطني لإزالة التلوث الإشعاعي في عموم البلاد، وقال مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع في اَذار2023 إن وزارة...
د. كاظم المقدادي

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

غالب حسن الشابندر منذ أن بدأت لعبة الديمقراطية في العراق بعد التغيير الحاصل سنة 2003 على يد قوات التحالف الدولي حيث أطيح بديكتاتورية صدام حسين ومكتب سماحة المرجع يؤكد مراراُ وتكراراً إن المرجع مع...
غالب حسن الشابندر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram