TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بضاعة البرلمان!!

العمود الثامن: بضاعة البرلمان!!

نشر في: 16 أكتوبر, 2023: 10:38 م

 علي حسين

 

لا مفاجأة على الإطلاق، أن نحصل على المراتب الأولى للدول الأكثر فشلاً ورشوة وتزويراً ومحسوبية وانتهازية سياسية، وأضيف لها والحمد لله، حصولنا على مراتب متقدمة في انتشار المخدرات، ولا ننسى بالتأكيد البطالة ونسبة الفقر وتقلبات "المستر" دولار، وغياب المصانع وانتشار الامية .

ما المفاجأة وبرلماننا المنتخب قرر أن يغط في نوم عميق منذ أعوام؟، يستيقظ بين الحين والآخر ليناقش قضايا مهمة فنجده بالامس يُشمر عن ساعديه ويصوت وبالإجماع على مشروع قانون الهيأة الوطنية للرقابة النووية، باعتبارنا قد دخلنا نادي الدول النووية بفضل المفاعل النووي الذي أشرف على بنائه "العلامة" حسين الشهرستاني، مخترع القنبلة الكهربائية التي كلفتنا حتى كتابة هذه السطور أكثر من مئة مليار دولار والكهرباء في خبر كان.

برلمان يعيش وسط صمت تجاه مشاكل المواطنين وفوضى التصريحات من أجل الحصول على المغانم وشعارات هنا وخطب هناك ملوثة بالانتهازية والمنفعية، ربما سيتهمني البعض بالتجني على السادة النواب فهم أناس مسيّرون وليسوا مخيرين، الأمر أولاً وأخيراً بيد قادة الكتل الذين يسعون إلى تحويل الدولة إلى مجموعة أحزاب يسهر الشعب على خدمتها.

سيقول البعض؛ وماذا تريد من مجلس نواب أقسم أعضاءه بالولاء لكتلهم وأحزابهم وليس للوطن، هل اجتماعاتهم ستعيد الاستقرار لسعر الدينار، وستنهض بالبلاد؟. اجتمعوا أو لم يجتمعوا، لن تفرق كثيراً، بل إن اجتماعاتهم ستكلف الميزانية الكثير من الأموال، كما أنها ستعطل مصالح الناس، وتشيع بالجو كميات إضافية من الخطب التي لا تجدي نفعاً ولا فائدة، فما الذي سيجنيه الناس من برلمان سيعيد إلى مسامعهم الخطب نفسها وستمتلئ شاشات الفضائيات بمعارك تاريخية غير مسبوقة، وستتحول الجلسات إلى مناكفات شخصية ومشاحنات بين الجميع، وستغيب المعارضة الحقيقية، فالكل في معسكر واحد هو معسكر البقاء على المقاعد، فهم ينتمون إلى برلمان يختلف اعضاءه في درجة قربهم من المنافع والامتيازات وليس في درجة قربهم من الناس. سيملأون الأجواء بتصريحات عن الوطنية ومصلحة البلاد والدفاع عن قضايا الشعوب، لكنهم يعجزون عن مناقشة قانون يصب في مصلحة الناس، ولعل مراجعة للقوانين التي أقرها البرلمان العراقي خلال دوراته لصالح الناس فحدث ولا حرج.

اليوم لدينا إعلام يوجه أطناناً من تهم الفساد كل لحظة للعديد من المسؤولين كباراً وصغاراً، لكن معظمهم يطبقون نظرية اتركوهم يكتبون ويصرخون حتى لو كان الفساد مقرونا بوثائق، وبعض الفاسدين يتبجحون علنا بفسادهم. وفي أوضاع كهذه من حق العراقيين ألا يبالوا باجتماع برلمانهم العتيد وأن لا يقعوا في غرامه والسبب لأن بضاعته لا تتناسب مع هموم الناس فهي بضاعة مزيفة لا يمكن لمواطن ذكي أن يقتنيها.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram