علي حسين
حقوق الإنسان، ونشر الديمقراطية عبارات تفتخر بها الولايات المتحدة الأمريكية ويرددها المسؤولون كل صباح ومساء، وهي أعجوبتهم التي يظهرونها كلما ضاق صدرهم ببعض الأنظمة. فهم يدافعون عن أوكرانيا ضد الغزو الروسي، ويتباكون على حقوق الإنسان في مصر،
ويلوحون بتهديد الخليج في كل شاردة وواردة، فالديمقراطية هي مشروعهم الذي أراد السيد أوباما أن يرسخ من خلاله حكم أحزاب الإسلام السياسي في العراق. ولعل ما فعلته إدارة أوباما بالعراق ومصر وليبيا وسوريا أثبت بالدليل أن هذه الإدارة أرادت أن نبقى شعوباً تتربع على قمة الحرب الطائفية بامتياز، وأصرت على السماح لأحزاب الإسلام السياسي بالتحكم برقابنا .
للأسف مهما حاول البعض أن يخفف من وطأة ما يحدث في فلس، ومهما حاول أصحاب النظريات المتوازنة أن يؤكدوا بأن السيد بايدن مشغول البال بالمسألة الإنسانية في غزة.. ينسون أن بايدن نفسه كان يروج لمشروع تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات. وكانت السيناريوهات التي وضعها باراك أوباما آنذاك وهو يطلق الرصاصة الأخيرة على العراق، بعد أن قرر تسليم مفاتيح هذه البلاد إلى حزب الدعوة حصراً عام 2013 ، حيث سعى الرئيس الامريكي آنذاك وإدارته إلى وضع العراق على مضمار الاحتراب الطائفي، لا نزال نتذكر هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية وهي تحاول أن تطمئن رجل الأخوان القوي في مصر آنذاك "خيرت الشاطر" من أن الحكم لن يخرج من عباءة أحزاب الإسلام السياسي، وهكذا أرادت أمريكا أن تظل البلدان العربية مكبلة بأحزاب تعشق الماضي وتكره المستقبل، ولعل في ما نشر من رسائل هيلاري كلنتون ومراسلاتها ما يثبت تورط إدارة أوباما بفتح الباب أمام الأحزاب الطائفية.. لقد اعتقد البعض واهماً أن "إدارة بايدن ستنتصر للشعوب العربية، لكنه رفع في إسرائيل شعار "أنا صهيوني قبل أن أكون أمريكياً".
أمن إسرائيل واستقرارها. هذا هو شغل الإدارة الأمريكية منذ عشرات السنين، لقد صنع الغرب إسرائيل ليكفر عن ذنبه في مطاردة اليهود، لكنه أراد من الشعب الفلسطيني أن يسدد الدين بدلا منه، صنع الغرب إسرائيل على طريقة أفلام الكاوبوي الهوليودية. تدمير القرى، نسف البيوت، طرد السكان، اغتيال الأشخاص، تاريخ من الرعب. توجه بايدن بخطاب أعلن فيه "إن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ثابت كالصخر".
تغيب شعارات حقوق الإنسان ومطولات الديمقراطية والحرية. ويصبح القانون الوحيد: ما تصل إليه القاذفات الإسرائيلية فهو حق لك. حديقة حيوانات بلا قواعد حتى، الموت فيها مجاني، وكذلك الشعارات. تفشل أمريكا في اختبار إنساني ولا تعلن فشلها. تنهار مدونات الحرية ويموت أطفال فلسطين، بينما صورة بايدن زائغ النظرات تحتل الشاشات وهو يعلن أن إسرائيل "مسكينة".